علي أحمد المطوع

فجوة الخلاف تزداد اتساعا بين الفرقاء، الفريقان المتصدران المشهد، يتنابزان بالأفكار والتهم.
التخوين محور كل تهمة، ومتن كل إقصاء، يمارسه هؤلاء مع بعضهم، والوطنية مقاييس تحددها أفهامهم ومعتقداتهم وتجاربهم، والمتنابزون بالإقصاء وعدم الولاء ينشطون هذه الأيام، وكل يدعي وصلا بالوطن.
تويتر المنصة الأنشط لإطلاق التهم والسباب، وأحدهم يرى في ذلك الكاتب مشروع خائن ينبغي لجمه، وآخر يرى في ذلك الواعظ أيقونة فتنة وشر مستطير.
الرموز تدير الصراع بنجاح منقطع النظير، والأتباع يمارسون أدوارا ثانوية ولكنها مهمة في زيادة رقعة الخلاف وتسعيره، وكسب مزيد من الأنصار للرمز قبل الفكرة!
الوطنيون الأخيار هم الأغلبية الصامتة في مجتمعنا، وجنودنا البواسل أولهم، يضربون أروع الأمثال في التضحية والولاء لهذا الوطن.
الشهداء بالعشرات قدموا أنفسهم فداء للدين، ثم المليك والوطن.
ماذا قدم بقية الفرقاء للوطن؟ شعارات كلامية، ودعوات فارغة، إذا قيست بتضحيات جنودنا تصبح جملا إنشائية لا تسمن ولا تغني من جوع.
إلى صناع الكلام وأبطاله نقول لكم: لن تنطلي علينا مسرحياتكم الكلامية، ولن تخدعنا شعاراتكم الوهمية، أنتم زبد المرحلة، وإن علت أصواتكم وكثر نفيركم.
تذكروا أن الزبد يذهب جفاء، والوطن وقيادته وأحراره هم الماكثون في الأرض، حياة وذكرا بعد الموت.