سالم سليم الثقفي

هل نحن مجتمع يكره وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بين ظهرانيه، أم إننا مجتمع يرى بعضهم أن هذا الجهاز متسلط على حياته؟
أنا على يقين بأننا كمجتمع نرى أن هناك أهمية قصوى لوجود هذا الجهاز على أرض الواقع، وأن يمارس مهام الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأنه جهاز شرعي، وشرط من شروط أمان الأمة والأعراض، ولمثل هذا الجهاز أهمية قصوى، ويجد التعاون من شريحة كبيرة في المجتمع، بالإبلاغ عن حالات يرونها مخالفة لقواعد الشريعة بمختلف أنواع المخالفات.
إذن، لماذا يتسلط بعض منسوبي الجهاز الذي يرى ترحيب المجتمع بوجوده شريطة أن يتخذ نظاما في التعامل مع المتهم والمشكوك بأمره؟ لماذا يكون المجتمع في نظر المحتسبين بجهاز الهيئة متهما إلى أن تثبت براءته، وليس العكس؟ الأمر الأكثر غرابة هو كثرة جنوح هؤلاء المحتسبين، واستخدام السلطة بطريقة فظة، من رسم خطط للسعي إلى النيل من الآخرين، حتى لو عبر استدراجهم بصور خليعة، أو سحل من يرون أنه مذنب ومخطئ، أو حتى لمجرد أنها كشفت وجهها ولم تتحجب، حسبما يرونه.
صور متناقضة تحدث بين الحين والآخر بين الهيئة والمجتمع، تجعلنا نقف بين رحى الطحن. بين مؤيد لهم حتى وإن أخطؤوا، ومن يراهم مخطئين حتى لو أصابوا، و لكلٍّ رأيه وفكرته التي يعتمد عليها.
أين يكمن الحل حتى تتوقف مثل هذه الممارسات من الطرفين في اعتقاد كثيرين، واعتمادا على الشريعة التي جاءت مصوبة لكل تصرف؟.
وعلى الجهات المختصة أن تعكف على تبيان الخطأ شكلا ومضمونا ودون أن يترك مجالا لتقييم الأشخاص أو اجتهاداتهم، كون الهيئة، وهى الجهاز المهتم بالحياة العامة، تُرك لها الأمر بحسب رؤية أفرادها، وإلباس أي تصرف يتنافى مع تفكير العضو بأنه خطأ يوجب السجن والسحل والاتهام.
فكما أن للداخلية توصيفا للجرائم، وأنظمة تضبط التهم الموجبة للإيقاف واستخدام القوة، فإن من الواجب أن يكون للهيئة مثل ذلك.