تناقل عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أمس إعلان دورة حول زوجة المعدد لتأهيل الزوجة التي يتزوج زوجها عليها، وأخرى تضمن عنوانها سؤالا مستفزا هو هل المرأة إنسان، وأثارت هاتان الدورتان غضب الكثيرين، وخاصة النساء، حيث اعتبروا ذلك استغلالا لظروفهن الأسرية بهدف تحقيق الربح.
وطالب مغردون بتدخل الجهات المعنية لإيقاف ما وصفوه بالعبث الذي تقوم به بعض مراكز التدريب، وطرحوا على المؤسسة العامة للتدريب العديد من الأسئلة التي تتعلق بطرق اعتمادات مثل هذه الدورات.
دورات غريبة
الإعلان الأول الذي تداوله المستخدمون بعنوان زوجة المعدد وهي دورة يقدمها ـ وفقا للإعلان ـ مركز متخصص في تقديم الاستشارات التربوية والتعليمية ـ ومخصصة للنساء، ورسم الدخول 750 ريالا.
إعلان الدورة تصدرته العبارة التالية اكسبيه بدلا من أن تفقديه.. لا تقف الحياة حين زواج زوجك بأخرى، أنت الحياة، فتعالي نرسم وإياك صورتها الأجمل.
أما الإعلان الثاني فكان هل المرأة إنسان؟ وهو عن دورة تنظمها ـ وفقا للإعلان ـ إحدى الأكاديميات المختصة بالتدريب والاستشارات، ويقدمها أحد المدربين المعتمدين من المؤسسة العامة للتدريب.
فوضى ونصب
ترى مديرة مركز ريادة الأعمال بجامعة طيبة والمدربة المعتمدة من منظمة ألينيدو نسرين قطان في حديث إلى الوطن أن مجال التدريب الآن في حالة من الفوضى، فبعض المدربين اتجهوا للنصب، وعقد دورات عشوائية لتدريب المدربين لا تزيد مدتها عن 5 أيام، وهي فترة غير كافية لصناعة مدرب، وبعض المراكز أو الجهات المصرح لها للأسف تقدم دورات تربوية أو اجتماعية، بعيدا عن المجالات المحددة التي تستحق التدريب.
وأضافت أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني يجب أن تكون هي المسؤولة عن استخراج التصاريح التي تؤهل لسوق العمل تقنيا ومهنيا، ومن بينها الدورات المهارية، والتي يجب أن تنظم ويلزم أصحابها بالحصول على التصاريح اللازمة، مشيرة إلى أن الدورات الحالية لا تعدو كونها فقاعات صابون.
وطالبت قطان بأن تكون هنالك جهة محايدة مسؤولة عن اعتماد الحقائب التطويرية والتأهيلية في المجالات النظرية والدينية والاجتماعية، بمعنى ألا يتم الاعتماد على الجمعيات التوعوية والخيرية لتقديم دورات تؤهل المجتمع لفكرة ما.
تقاعس
قال المدرب ومستشار تطوير الأعمال بوزارة الحج سابقا بسام فتيني إن مؤسسة التدريب التقني والمهني يفترض أن تتحمل مسؤولية التدريب في المملكة بقوة النظام، ولكنها في الواقع لا تؤدي عملها، وهناك تقاعس واضح منها في مسألة التدريب، لأنها تفرغت لمشاريعها الخاصة في كليات التميز، وأهملت الجانب الأهم وهو متابعة ومراقبة محتوى الدورات المقدمة تجاريا، ووضع تصنيف للمدربين وتقييمهم، ثم منحهم رخص التدريب.
وأضاف: أن كعكة التدريب أصبحت مغرية لمهرجي التواصل الاجتماعي من أصحاب الشهرة الفقاعية التي لا مناص بأنها ستزول قريبا.
وطالب فتيني بإنشاء هيئة مستقلة للتدريب، وفصل مرجعية منح الاعتمادات عن مؤسسة التدريب التقني والمهني.