ألف شيء وشيء لا بدّ أن تعرفه، مئة كتاب يجب أن تقرأها قبل أن تتفوه بكلمة واحدة للعالم، تسعة وتسعون تميمة، فلتحفظها عن ظهر قلب، قد تحتاجها في الأوقات الحالكة، حشدٌ بالملايين، سيتوجب عليك أن تجلس وراء الجدار إذا ما همّوا بالمرور، ففي أي لحظة قد يقذفون بك إلى الجحيم، ثلاث وثلاثون قصيدة، لن تعرف شيئاً عن القرائح والسهاد، حتى تراها في منامك، بينما الدود يتقيأ على نفسه، من جماجم قائليها. خمسون فيلماً حول الكوكب والشعوب، ستكون بلا عينين ولا أدنى معرفة، حال لم ترها. اثنان وعشرون مدينة هي الأكثر بهجة في الوجود، اذهب إليها وسيتضخم قلبك من فرط السعادة، سينتفخ صدرك بهواء المصانع النقي وروائح الأكشاك، عشرة سواحل عليك أن ترتادها قبل أن يدهس عزرائيل قلبك بقدميه، ثم يأخذه في عجلة، ستة عشر موقعاً أثرياً حول العالم، يجب أن تلتقط صوراً لنفسك أمام كل شاردة وواردة بها، أحد عشر متحفاً سيكون من العار ألا تقف في طوابير الداخلين إليها، احتفظ بالتذاكر، وسجل عليها اليوم والشهر والسنة. اليوم والساعة والدقيقة، وضعها في درج وصاياك، كي تراها سلالتك المنكوبة فيما بعد. سبعة وسبعون من الجن الفاشلين، أولئك الذين ما نفروا بك بعد. ست معارك بالسيوف والأحصنة، ومثلها أيضاً بالدبابات والمدافع، ويلزمك أن تعيد رؤية اثنتين منها دوماً، لترى القنابل الذرية الساحقة التي تقتل الناس بعشرات الآلاف دفعةً واحدة، عليك أن تحفظ تواريخ هذه الحروب الأربع عشرة، قادتها والخونة، وعدد قتلاها والأسرى، وحتى ما بقي من فتات العظام. أيضاً هنالك خمسة أيام، أو لنقل أربعة، وعلى الأقل ثلاثة ستكون في غاية الحمق إن قمت بتفويتها من كل شهر. شيئان لا تتركهما وإلا وإلا.. حسناً، أكوام مهولة من البشر فعلت ولم يحدث شيء. شيءٌ واحد تمسك به، ما هو؟ كيف لم تعرف كل هذا الزحام من الواجبات؟ لا تسل من هم أولئك الذين قرروها عليك؟ فماذا لديك؟ من أنت لتشق طريقك؟ من أنت ليحاول العالم فهمك؟ تباً لكل هؤلاء الأوغاد ووصاياهم وفروضهم، إنهم لا يعلمونك المشي، بل يدفعونك دفعاً في طرقاتهم، يحرمونك من اكتشاف سبيلك، من اكتشافك أعز ما عليك، وأثمن ما يميزك؛ ذاتك.