كشف رئيس اللجنة الثقافية في معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور خالد الرفاعي عن أبرز التغييرات والتحديات التي يواجهها البرنامج الثقافي للمعرض الذي سينطلق الأربعاء المقبل. وقال أمس في حديث خاص لـالوطن: ثمة تحديات يعاني منها النشاط الثقافي بوجه عام منها الفجوة الكبيرة بين الجمهور والمنصة الثقافية، لذلك حرصت اللجنة على مناقشة هذا الجانب، وقدمت أكثر من مقترح لمعالجته، وستجرّب في هذه السنة طرائق جديدة في تسويق بعض الفعاليات الثقافية بالتعاون مع الجهات أو المبادرات الشريكة.
وأكد الرفاعي على ما سبق أن انفردت به الوطن في عددها المنشور بتاريخ 21 فبراير الماضي، حول تكريم بعض رواد المسرح في المملكة وقال: كرمت الوزارة في السنوات السابقة عددا من الرواد الشعراء والنقاد والمؤرخين وغيرهم، وهو تكريم يتجاوز الأسماء المرشحة في كل سنة إلى الاحتفاء بالفئة التي تنتمي إليها هذه الأسماء، والاحتفاء بما قدمته للفكر والثقافة والأدب في المملكة.
معايير الاختيار
أضاف رئيس اللجنة: اخترنا تكريم الأحياء من رواد المسرح السعودي، وسعنا إلى وضع معايير تساعد على ترشيح أسماء نوعية، وتقديمها في حفل الافتتاح بصفتها نموذجا لفئة المسرحيين السعودية. وسيسند هذا الاختيار بندوة متخصصة عن المسرح السعودي، يشارك فيها أربعة من المهتمين بالمسرح كتابة ونقدا وتمثيلا وإخراجا.
وعن المعايير التي بني عليها التكريم أوضح الرفاعي قائلا: أفرّق هنا بين المعايير التي توضع للجوائز الأدبية والمعايير التي توضع للتكريم، لأن تكريم أسماء من فئة معينة هو تكريم غايته الاحتفاء بالفئة من خلال هذه الأسماء، ولأن المكرمين عادة في حدود 10 أشخاص فإن اللجنة حرصت على الموضوعية في الاختيار، ووضعت معايير واضحة من حيث الجملة، لكنني أشير هنا إلى أن هذه القائمة لا تعني أن الآخرين لا يستحقون وإنما تعني أن جميع المكرمين مستحقون للتكريم وهذا هو المهم.
مضيفا: استعانت اللجنة أثناء الاختيار بعدد من المهتمين بالمسرح السعودي.
تأخر البرنامج
رد الرفاعي على تساؤلات المهتمين في الوسط الثقافي عن السبب في تأخر الإعلان عن فعاليات البرنامج الثقافي، كي يتسنى لهم ترتيب الحضور، وهل من حلول لتلافي هذا التأخير مستقبلا، بالتأكيد على أن اللجنة الثقافية طرف واحد من أطراف البرنامج الثقافي وثمة أطراف أخرى لا تقلّ عنها أهمية، لذلك لا تملك اللجنة أن تقرّر وحدها موعد إعلانه، فثمة إجراءات يتطلبها تنفيذ البرنامج كالتنسيق الأولي مع المشاركين والمخاطبات الرسمية وإصدار التأشيرات وإجراء الحجز، وما إليها، وفي المقابل ثمة ظروف تطرأ على بعض المشاركين تفرض عليهم تقديم الاعتذار أو طلب التأجيل، وكل ما سبق يجعل البرنامج - أي برنامج - متحركا زمنيا وإن ظل ثابتا على مستوى الموضوعات والمحاور، لأجل ذلك تحرص اللجان الثقافية عادة على الاحتفاظ بالجدول إلى حين التأكد من انتهاء إجراءات تنفيذه، واستقرار مواعيده.
وعن آلية اختيار أعضاء اللجنة الثقافية التي تعد البرنامج المصاحب للمعرض قال الرفاعي: في كل سنة تحرص الوزارة على تشكيل لجنة ثقافية جديدة لمعرض الكتاب، وفي هذه السنة حرصت أيضا على تنوّع المجالات الأدبية والفكرية والثقافية لأعضاء اللجنة، لتضمن أن يكون لهذا التنوّع انعكاس واضح على البرنامج، لذلك يمكن أن يكون التجديد والتنوّع معيارين رئيسين في تشكيل اللجنة الثقافية لهذا العام، وقد سعدتُ بالعمل مع نخبة مميزة في عدد من المجالات، هم الدكتور أحمد آل مريع، الدكتور صالح المحمود، الدكتورة عزيزة المانع، الدكتور محمد الدكان، والفنانة التشكيلية الدكتورة منال الرويشد، والإعلاميين إدريس الدريس، وياسر الجنيد، والروائي عبدالعزيز الصقعبي، والروائية منيرة السبيعي، والشاعر جاسم الصحيّح.
ملامح التجديد والاختلاف
لخص الرفاعي في حديثه لـالوطن ملامح التجديد والاختلاف في البرنامج الثقافي هذا العام في 6 نقاط. وقال: يمكن أن أشير هنا إلى الآتي:
الأول: تأصيل فكرة الشراكة أو التعاون مع عدد من الجهات.
الثاني: الاهتمام بالطفل من حيث تناول بعض الموضوعات المتعلقة به، كحقوق الطفل، والطفل الرقمي، والتعامل مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة.
الثالث: إتاحة مساحة واسعة من البرنامج للشباب، وفي هذا السياق يمكن أن أشير إلى 9 فعاليات خصّصت للشباب وإبداعاتهم، وكذلك تخصيص عدد لا بأس به من إدارة الندوات أو الورش للشباب.
الرابع: الاهتمام بالقراءة من زوايا متعددة: كالمهارة، والوسيلة، والغاية، والأثر.
الخامس: الاهتمام ببعض الموضوعات الملحة كالوحدة الوطنية، ومواجهة الإرهاب، والمهنية الإعلامية، وبعض الموضوعات ذات الطابع الاجتماعي، والموضوعات الجديدة على مستوى الإبداع الأدبي والفني، التي يمكن أن ندرجها تحت ما يطلق عليه اليوم الإبداع الرقمي.
السادس: إثراء قائمة المشاركين بأسماء جديدة، أو أسماء لم تستثمر بما يكفي في النشاط الثقافي، وأكثر من 80 % من المشاركين في البرنامج هم من هذه النوعية المهمة.
غياب الأسماء المشهورة
يرى بعض المتابعين أن فعاليات الأمسيات الفكرية للأعوام الأولى من انطلاق المعرض كانت أقوى من حيث الموضوعات والأسماء المشاركة. وبالتالي القدرة على الجذب والتفاعل مقارنة بالسنوات الأخيرة. يعلق الرفاعي على هذا الطرح بالتأكيد على أن اللجنة فضّلت بناء البرنامج الثقافي على أساس الفعاليات المتنوعة، وهذا بطبيعة الحال سيضيّق مساحة الموضوعات ذات البعد النخبوي، لكنه في المقابل سيساعد على الاقتراب من بعض الموضوعات الملحّة، وسينحاز بنا إلى الشباب أو إلى فكرة الاستماع إليهم بدلا من التحدث عنهم كما هو السائد في البرامج الثقافية، وبناء عليه أقدّر أن يختلف التفاعل من فعالية إلى أخرى، وهذا أمر طبيعي وصحي من وجهة نظري، فما يناسب هذه الفئة قد لا يناسب بالضرورة الفئة الأخرى، وحرص فئة معينة على تكثيف حضورها في البرنامج على حساب فئات أخرى لا يخدم - من وجهة نظري - الفعل الثقافي.