تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ تعليقات حول قضية الطالب الذي أساء الأدب مع معلمه، ورد عليه المعلم بالضرب والتلفظ بألفاظ نابية لا تليق به كمعلم، وقد بادرت إدارة التعليم باحتواء القضية بطريقة حكيمة وقانونية، إذ حققت في القضية خلال لجنة قضايا المعلمين والمختصة في هذا الجانب، وتمت معالجة الموضوع في حينه بإشراف مكتب التعليم المختص، والذي يمثل إدارة تعليم مستقلة، وقد باشر المدير العام للتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي، على كبر مهامه ومسؤولياته القضية منذ حدوثها حتى استقبل الطالب بروح أبوية ولفتة حانية لتطييب نفسه ومراعاة لمشاعره وردا لاعتباره وفق ما تقتضيه اللوائح والأنظمة المعمول بها في وزارة التعليم.
عبدالله الثقفي اشتهر عنه في أوساط منسوبي تعليم جدة منذ سنوات بأنه قائد تربوي تدرج في مناصب عدة حتى وصل إلى منصب المدير العام للتعليم، وعُرف عنه حزمه المصحوب بالحكمة وسرعة البديهة، ومعرفة الحق واتباعه، وعدم المجاملة وحبه للطلاب، تمثل ذلك في زياراته للمدارس والتحدث معهم بأساليب راقية دعوية بأبوة حانية، لأنه يعد أبا لطلاب جدة وأخا أكبر لهم.
ولكن استغربت أنا وكل منصف تلك التعليقات التي صدرت من أشخاص غير مختصين في التربية والتعليم، وممن لم يعرفوا شخصية الثقفي الذي يحمل قلبا كبيرا حانيا، ويتصرف مع الناس بتلقائية وصدق ودون تكلف، وحينما استقبل الطالب وعانقه وحياه وتصور إلى جانبه وأجلسه على مكتبه، أعاد للطالب توازنه وأرسل رسالة للعموم أن مدير التعليم متابع لما يحدث لرعيته، وأنه يفرح لفرحهم ويتألم لألمهم، وسمعته مرارا يكرر لجميع المسؤولين في مكاتب التعليم وفي الإدارة، يقول بكل حزم: ما جُعلنا إلا لخدمة أبنائنا الطلاب، وأنا حينما أسطر هذا المقال أنادي الجميع وأذكرهم بتقوى الله فيما يقولون وما يكتبون، وأنهم مسؤولون عما يسطرون، وأن يقيموا لمسؤوليهم قدرا ومنزلة، فهو يعد رائد التعليم في جدة للبنين والبنات، وعرفناه طالبَ علم، ورجلا فاضلا، خريج قسم القضاء، فهو يستحق الاحترام والتقدير وكل إجلال وإكبار، وأن نحمل الأمور على المحمل الحسن، وأن ننزل الناس منازلهم، ونرقى بعقولنا عن سفاسف الأمور وسواقطها.