منذ عقود ومراكز أبحاث التكنولوجيا الممولة من بعض الحكومات تحاول تطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات بهدف خدمة البشر، وفي العقود الأخيرة أصبحت شركات التقنية الكبرى هي المسؤولة عن هذا التطوير، ووصلوا إلى نقلة نوعية جبارة في هذا المجال، إذ أعلنت شركة توشيبا عن أول روبوت يشبه البشر.
للوهلة الأولى ستُصدم، لأن شيشيرا 32 سنة، ذات الملامح الآسيوية ليست من البشر! خاصة أنها تستطيع أن تغني وتضحك وتبكي وتتحدث بطلاقة، وأيضا تجيد لغة الإشارة، ويمكنها التحكم في تعابير وجهها بطريقة مذهلة.
وذكر مدير التسويق، إن الهدف الأساسي من صنعها هو خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، ويمكن الاستفادة منها دليلا سياحيا، وأيضا يمكن إضافة مهام جديدة لها في المستقبل، كأن تكون معلمة أو موظفة استقبال أو مذيعة، ويمكننا أن نصنع المئات منها للتعليم.
أما مايكروسوفت، كشفت الستار عن تشياو، وهي أول مذيعة روبوت تقدم نشرة الأحوال الجوية في برنامج صباحي مباشر في التلفزيون. وفي مجال الصحافة، كانت لوس أنجلوس تايمز أول من استعان بالروبوت الصحفي والقادر على كتابة مقال من 1000 كلمة خلال دقيقة واحدة.
وكان السؤال الأكثر طرحا هو: هل ستكون هذه الروبوتات عونا للإنسان أم خطرا عليه؟
اليوم في مراكز خدمات العملاء الهاتفية بالشركات الكبرى، استغنوا عن كثير من الموظفين ليقوم العقل الاصطناعي بمهامهم، فهو يحدثك ويسألك ويفهم عليك ويقدم لك كل ما تريد. وكذلك ما يسمى بـself checkout في المحلات الكبيرة، فقد خفضوا عدد موظفي الكاشير واستعانوا بأجهزة تستطيع خلالها أن تحاسب عن كل مشترياتك ودفع قيمتها دون التعامل مع موظف.
وفي مستودعات الشركات الكبيرة استبدلوا البشر بآلات ذكية تعمل ليل نهار، وبدقة فائقة وإنتاجية أكثر.
في المقال القادم، سنواصل حديثنا نحو المستقبل.