نورة عبدالعزيز الفرهود

نتفق ولا نختلف أن المرحلة الثانوية هي أهم مرحلة تمر بالطالب وأسرته حيث تشكل منعطفا هاما في حياته ويتقرر بناء عليه مستقبله ويغفل كثيرون عن احتياجات الطالب والطالبة في هذه المرحلة وحاجتهم للاطمئنان والدعم النفسي من خلال تهدئة مخاوفهم وبث الثقة في أنفسهم وقدراتهم أمام التحديات التي تواجههم سواء في اختيار التخصص أو اجتياز اختباري القدرات والتحصيلي وهو ما سأتحدث عنه بشيء من التفصيل حيث تحيط بهما هالة عظيمة من الغموض والتنبؤ وهذا ما جعل البعض يقوم باستغلال عملية التدريب وفرض الرسوم المبالغ فيها التي قد تصل لعشرات الآلاف مقابل تدريب خمس ساعات إضافة للكتب التي تتعلق بالتهيئة للاختبار التي تباع بأسعار مرتفعة، وحقيقة الأمر أننا نتحمل جزءا من المسؤولية فحينما تقصر في دورها المؤسسات التعليمية والأسر يجد الآخرون الفرصة سانحة للاستغلال فاختبار القدرات مثلا يقيس القدرات اللغوية والرياضية لدى الطالب عبر مهارات محددة يفترض بأن المدرسة قامت على تنميتها وصقلها عبر سنوات تعلمه فإذا كان الطالب يدرس مادتي القراءة والرياضيات منذ الصف الأول ابتدائي فلماذا نفاجأ بهذه النسب المتدنية في التحصيل بدليل إتاحة الفرصة للطالب أربع مرات في الاختبار الورقي إضافة للمحوسب لتحسين درجته. ومن أهم أسباب هذا التدني تقديم المعلومة للطالب بصورة روتينية مملة لا تربطه بالواقع ولا تنمي مهارة التفكير فيه فمهما جهزنا الفصول بالتقنيات الحديثة يظل المعلم هو فرس الرهان في إعداد الطالب وتنمية مهاراته وتوجيهها ومصدر الاطمئنان النفسي والوقائي من استغلال احتياجاته لذا فنحن بحاجة لمراجعات مستمرة حول تلمس احتياجات معلمينا ومعلماتنا من جميع النواحي.