يواجه الإعلاميون شراسة المعارك الطاحنة في الحد الجنوبي بجوار المرابطين والمدافعين عن الوطن بتغطيتهم المستمرة للأحداث الدائرة هنا وهناك ونقل الحقيقة للمواطنين، وبات الإعلاميون يتجهون لاستخدام أساليب أقل خطورة في التغطيات الحربية. الوطن التقت الإعلامي خالد الجناحي الذي استخدم أحدث الوسائل في تغطية المعارك على الشريط الحدودي بقطاع جازان.
يقول الجناحي في البداية كانت كاميرا الهاتف المحمول مجرد فكرة، سعيت من خلالها أن أجعل انتشار التغطية أوسع، وألا تكون المادة المصورة حصرية على التليفزيون، إذ إنه من خلال كاميرا الهاتف المحمول يمكن توسيع دائرة انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال وجودي على خط النار في أرض المعركة قمت بتصوير بعض اللقاءات مع الضباط والجنود. ففي يوم الجمعة 12 ديسمبر الماضي أخبرني أحد ضباط القوات المشتركة أن معركة شرسة تدور رحاها على الشريط الحدودي في نقطة المغيالة للمراقبة. ولم يكن برفقتي في ذلك الوقت أي مصور، فقررت حينها أن انطلق على الفور إلى موقع المعركة والتحق بضابط الارتباط، الرائد يوسف الزهراني، عازما على نقل الحدث عبر كاميرا الهاتف المحمول، وانطلقت إلى الموقع للقاء ضابط الارتباط وتوجهنا إلى أرض المعركة. وعند وصولنا كانت المعركة في آخر ساعة حيث بدأت العاشرة صباحا واستمرت نحو خمس ساعات.
ويصف الجناحي تلك اللحظات بالقول دخلنا إلى عمق 200 متر من خط النار وبدأت بالتصوير، وشرحت تفاصيل الحدث أثناء التصوير، وكنت أقف أمام بعض آثار المعركة، واستغرق التصوير نحو ربع ساعة، وشهدنا لحظة إسقاط صاروخ كاتيوشا. بعد ذلك تحولت إلى برج المغيالة الذي شهد قتالا عنيفا، وفي محيط البرج جرى اشتباك مع من تبقى من تلك العناصر المعادية. شاهدت بعيني جثث العديد من العناصر المعادية في محيط البرج، حيث تمكن رجال القوات المسلحة من إحصاء 100 قتيل و120 جريحا وسط قوات التمرد التي كانت تقدر بحوالي 300 مسلح.