أعلن نادي جدة الأدبي تصديه لمراجعة حقبة الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، باعتبارها مرحلة ثقافية مهمة في المكون الأدبي السعودي، بحسب رئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي، الذي كان يخاطب مساء أمس حضور انطلاق الدورة الرابعة عشرة من ملتقى النص الذي ينظمه النادي سنويا، ووصفها السلمي بأنها من أكثر المراحل جدلا وتجاذبا، مبررا عنوان النسخة الحالية من الملتقى، عنوان الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية بين عامي 1400 -1410: قراءة وتقويم، بأنه يسلط الضوء على تلك الحقبة، بهدف النظر إليها بعد أن وضعت الأفكار أوزارها؛ وانكشف غبارها على حد تعبيره، مشددا على أن النادي يدرك أن الحركة التحديثية للنقد لن تتوقف ما دامت مساحاتها النصية مزدانة بالإبداع، وما دامت وشائج التواصل بين النقاد العرب قائمة.
وإلى جانب تكريم شخصية هذا العام رئيس النادي الأسبق عبدالفتاح أبو مدين الذي ارتدى وشاح التسعين عاما، إلا أنه يحمل همة العشريني بطموح لا يتقاصر، وقلق لا يسكن، كما وصفه السلمي.
كان لافتا في الحفل الخطابي لافتتاح الملتقى، منح مجلس إدارة أدبي جدة العضوية الشرفية للشيخ سعيد العنقري الذي قال عنه السلمي إنه قدم دعمه اللامحدود لإنجاح عقد ملتقى قراءة النص، ودعا رجال الأعمال إلى دعم الثقافة، فيما أكبر أبو مدين، مجلس إدارة النادي على مبادرة تكريمه، مظهرا تألمه لغياب الدكتور عبدالله الغذامي عن المناسبة، نظرا لارتباطه بملتقى أبها.
حداثيون يقلبون أوراقهم
يطرح عدد من الباحثين المشاركين في ملتقى قراءة النص، أولى أوارقهم حول مراجعة حقبة الثمانينات، صباح اليوم، حيث يتحدث الدكتور علي القرشي في الجلسة الثانية عن ملامح الخطاب الابداعي والنقدي في مرحلة الثمانينات، ويشاركه في الجلسة نفسها الدكتور عبدالله حامد، متحدثا عن الوساطة بين الحداثة وخصومها: كتاب ثقافة الصحراء للبازعي أنموذجا. بينما يلفت الدكتور معجب العدواني الأنظار بعنوان ورقته الحداثة بساق واحدة.. قراءة في التجربة النقدية السعودية، مثله مثل الناقد محمد العباس الذي تحمل ورقته المجدولة في الجلسة الثالثة عنوان مقدمة لأثر الطبقة في التجديد الثقافي، بينما يلتفت الناقد علي الشدوي لـالحراك الاجتماعي العابر للمواهب الفردية. ولوحظ أن أكثر المقاربات إثارة من حيث عناوينها، جمعتها الجلسة الثالثة والأخيرة لليوم الأول من الملتقى، بحسب البرنامج الذي وزعته إدارة النادي أمس، حيث تضم إضافة إلى السابق ذكرهم، مشاركة الدكتور سعد البازعي بورقة حملت عنوانا مبهما، وإن كان موحيا وهو صمت الحداثة، فيما يتناول الدكتور محمد مريسي في ورقته حركة الحداثة في المملكة تنوير لا تغيير، في الوقت الذي سيذهب فيه علي الرباعي إلى مجادلة الصحوة حداثة موازية.