ما يزال تحليل الأدلة المتعلقة بالتجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في 6 يناير مستمرا، ولكن هناك شك في الوقت الحالي حول ما إذا كانت هذه التجربة هي قنبلة هيدروجينية قوية، كما ادعت بيونج يانج أم لا.
وبالأحرى، ربما كانت قنبلة نووية انشطارية من نوع مماثل للتصميم الذي اختبرته تلك البلاد بالفعل ثلاث مرات حتى الآن، على الرغم من أنها ربما كانت نسخة أكثر تطورا تُعرف باسم سلاح مُعزز.
وعلى كل حال، تتعلق العواقب الفورية للحادث بشرق آسيا، إذ إن كوريا الجنوبية، واليابان، وحتى الصين -الحليفة الوثيقة لكوريا الشمالية- قلقة بالفعل بشأن أسلوب القيادة الفظ الذي يتبعه الرئيس كيم جونج أون.
ولكن هناك عدة سياقات مزعجة في الشرق الأوسط أيضا، والتي يجب أن تثير الاهتمام الدولي.
حصلت بيونج يانج على تكنولوجيا الطرد المركزي من باكستان، بما في ذلك آلات P2 الفعالة نسبيا، والتي تُظهر تحسنا كبيرا مقارنة بآلات P1 التي تُهيمن على المخزون الإيراني، وتم الحصول عليها في الأصل من باكستان، وتعمل إيران على تطوير آلات IR-2M الخاصة بها، والتي تشابه آلات P2.
جدير بالذكر أنه يُسمح بالقيام بمثل هذه الأعمال في إطار الاتفاق النووي الذي توسطت فيه الولايات المتحدة العام الماضي.
وهناك تداخل في تكنولوجيا الصواريخ أيضا. فكل من باكستان وإيران تقومان بتصنيع وتشغيل نسخ من صاروخ نودونج الكوري الشمالي الذي يبلغ مداه نحو 1000 ميل، وقادر على حمل رأس نووي.
وتُطلِق إيران على نسختها من الصاروخ اسم شهاب 3، وقد طورت بديلا أكثر تقدما يدعى عماد.
وفي5 يناير، عرض التلفزيون الإيراني الرسمي صواريخ قال إنها من نوع عماد، محمولة على مركبات قاذفة في مجمع النفق الذي يجري تفتيشه من رئيس البرلمان علي لاريجاني. وكانت الصور مماثلة لتلك التي ظهرت في أكتوبر، والتي يُزعم أنها من مجمع نفق مختلف.
وعلى الرغم من الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، والقيود الدولية القائمة منذ فترة طويلة على أنشطة إيران في مجال الصواريخ الباليستية، تواصل طهران تطوير صواريخ من أنواع مختلفة.
وإن الاختبار الأخير لصاروخ من نوع عماد، هو الذي انتهك قرار مجلس الأمن الدولي، وكان من المفترض أن يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران في الأسبوع الماضي، إلا أنه تم فجأة اتخاذ قرار معاكس في واشنطن. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق أيضا إزاء مبيعات معدات الصواريخ الكورية الشمالية إلى إيران، فضلا عن وجود الفنيين الإيرانيين في كوريا الشمالية.
وهذه التطورات، جنبا إلى جنب مع أحدث تصعيد للعنف في علاقات طهران مع المملكة العربية السعودية، تضيف بعدا خطيرا للتوترات المستمرة في الخليج. وإذا ما زالت هناك روابط لإيران مع تكنولوجيا الصواريخ الكورية الشمالية، فقد تكون طهران قادرة على الوصول إلى مهارات في مجال السلاح النووي أيضاً.
وعلى الرغم من أن ذلك مُربك للدبلوماسيين الذين يسعون إلى تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط، إلا أنه لا ينبغي أن تُعدّ العلاقة بين طهران وبيونج يانج قضية منفصلة.