جدة: ياسر باعامر

دارت تساؤلات عدة في الأوساط الثقافية والأدبية خلال اليومين الماضيين، حول السبب الحقيقي لتأخر منظمي ملتقى النص الرابع عشر الذي ينظمه نادي جدة الثقافي الأدبي، في طرح جدول الندوات وورش العمل المصاحبة له، رغم أنه لم يتبق على انطلاقه إلا يوم واحد، حيث ستطلق فعالياته مساء غد برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.
الوطن طرحت ذلك التساؤل أمام أمين الملتقى الدكتور محمد ربيع الغامدي، الذي برر الأمر بـالأمور التنظيمية، مؤكدا أنه ليست هناك أي علاقة بالتأخير وأي مسارات تتعلق بإلغاء أو تغيير أسماء بأخرى.
وقال ربيع أمس لـالوطن: إننا حريصون في إدارة الملتقى على أن يخرج جدول الفعاليات في صورته النهائية، دون حدوث أي تغييرات مفاجئة في ملامح الملتقى العامة، وأضاف: تأخير نشره حتى الآن يأتي حفاظا على نجاح الملتقى.
واستشهد الغامدي ببعض الفعاليات الثقافية المشابهة التي كانت تطرح برامجها منذ وقت مبكر، حيث إنها تتعرض لبعض المفاجآت التي أربكتها من ترحيل جلسات مكان أخرى، وهو ما كان ينظر إليه بامتعاض من قبل جمهور الأدب والنقد والثقافة حسب رأيه.

 

مرحلة حساسة
يؤكد أمين الملتقى الدكتور محمد ربيع بأن أهمية عنوان الملتقى الحركة الأدبية في المملكة ما بين 1400 - 1410: قراءة وتقويم، يحتم خروجه بشكل لافت وغير قابل للتعديل أو التغيير، لأنها تمثل مرحلة تاريخية مهمة لعبت دورا في صياغة منظومة الحركة الثقافية والأدبية في المملكة.
ولأن مرحلة المسار الثقافي للملتقى تثير الجدل عادة، طرحت الوطن تساؤلا على الدكتور الغامدي حيال اتهام عدد من وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإلكترونية المحسوبة على المحافظين المناوئين لتيار الحداثة خلال فترة الثمانينات الميلادية، لمنظمي الملتقى، باستبعاد أسماء بارزة لعبت دورا في تلك المرحلة، وبخاصة صاحب كتاب الحداثة في ميزان الإسلام للدكتور عوض بن محمد القرني، والذي يعتبر أهم المراجع التي اعتمد عليها المحافظون في نقد التيار الحداثي، ففضل ربيع عدم الخوض في الأسماء بشكل صريح، مؤكدا أن جميع التيارات حاضرة في جغرافية الملتقى بما فيها المحافظة، إلا أنه وضع ممثليها في أطراف فاعلة في الأدب والنقد، حتى يمكن الخروج برؤى دراسية عن تلك المرحلة التي كانت فيها أجواء الصدام أبرز سماتها الثقافية، وقال: مضى على انتهاء تلك المرحلة ما يقرب من ربع قرن 27 عاما، ونحن بحاجة ماسة إلى دراستها بشكل مفصل ودقيق ومنهجي، لأنها تحتاج إلى دراسة هادئة ومتأنية، لتكوين مرجعية ثقافية لمرحلة فاصلة مضت في مسار الحركة الأدبية والثقافية السعودية.