وصف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام القرار السعودي بالمفاجئ، مؤكدا في بيان أن حكومته تلقته بكثير من الأسف، وأن للمملكة مكانة كبيرة في وجدان اللبنانيين الذين يعرفون تماما مواقفها التاريخية الداعمة لهم وحرصها الدائم على كل ما يعزز أمن لبنان واستقراره ووحدته، مطالبا بإعادة النظر في قرار قطع المساعدات.
ورغم أن سلام اعتبر الخطوة شأنا سياديا تقرره المملكة، وفق ما تراه مناسبا، فإنه قال ما كنا نريد أن تصل الأمور إلى ما يخالف طبيعة العلاقات التاريخية بين لبنان وبلاد الحرمين، التي نحرص على إبقائها ونسعى دائما لتنزيهها عن الشوائب. ونحن نعتبر أن أي ضيم يصيب إخواننا في المملكة أو في باقي أنحاء الخليج العربي إنما يصيبنا في الصميم.
من جانبه، قال رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إنه يتفهم قرار المملكة وقف مساعداتها للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، متطلعا إلى أن تنظر إلى ما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير. وتابع الحريري في بيان ينبري حزب الله وأدواته في السياسة والإعلام لشن أقذع الحملات ضدها، مستخدما كل ما تنوء به الأخلاق وموجبات الوفاء والعرفان، للنيل من رموزها. بدوره، حمّل رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع حزب الله مسؤولية قطع المساعدات العسكرية، داعيا حكومة بلاده عبر تويتر إلى الالتئام على الفور واتخاذ التدابير اللازمة، كتشكيل وفد رسمي برئاسة سلام لزيارة المملكة والطلب منها عدم تجميد المساعدات. في السياق ذاته، طالب النائب مروان حمادة بـاستقالة الحكومة فورا، وقال لم تحترم بيانها الوزاري الذي ينص على النأي بالنفس عن النزاعات العربية والإقليمية، بل تغطي أفعال حزب الله الإجرامية على الأرض السورية وإساءاته المستمرة إلى علاقاتنا العربية.
نسيان دور الرياض
قال عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل، إن من ثوابت السياسة الخارجية السعودية، إعطاء الأهمية الأولى والرعاية السياسية للدول العربية والإسلامية الشقيقة، لذلك تقوم المملكة بدعم هذه الدول معنويا وماديا بكل ما تستطيع من إمكانات، لافتا إلى أن لبنان حظي بدعم المملكة الكبير على كل الأصعدة. وأضاف، بأن المملكة لم تنتظر أو تريد مقابل ما قامت به، بل اعتبرت ما تقدمه للجيش اللبناني واجبا عليها، فيما انتهجت الحكومة اللبنانية كثيرا من السياسات المناوئة للمملكة، والتي انحازت إلى أعداء المملكة، وتحديدا إيران، وهو ما أدى إلى إثارة استغراب المملكة والتي اضطرت بعد صبر طويل إلى قطع المساعدات المقدمة للجيش اللبناني، وهو ما يعطي رسالة بأن المملكة لا تقبل أن يساء إليها في وقت تحاول فيه أن تكون مراعية للطرف الآخر. وأشار فاضل إلى أن السياسية التوسعية العدوانية الإيرانية لا يجب قبولها سواء من المملكة أو من دولة عربية أخرى، لأنها تستهدف إقامة كتلة نفوذ إيرانية على حساب الأمة العربية، وقال كان من الأولى على لبنان أن يرفض هذه السياسة الإيرانية، ويقدر موقف المملكة الرافض لهذه السياسة، لا أن يتعاطف مع إيران، وهم يمثلون قلة من أبناء الشعب اللبناني، ولكن هذه القلة تهيمن على القرار اللبناني.