جازان: عبدالله سهل

في مشهد مهيب انهمرت فيه عيون المشيعين بدموع الحزن، ودعت جموع من سكان منطقة جازان مساء أمس العميد متقاعد أحمد فايع عسيري الذي تعرض لهجوم غادر من مسلح أطلق عليه 5 رصاصات من مسدس أردته قتيلا داخل مزرعته جنوب محافظة أبوعريش فجر الأحد الماضي.
توافد المشيعين
شهدت أبو عريش منذ الصباح الباكر توافد أفواج المشيعين من منطقتي جازان وعسير في صورة جسدت اللحمة الوطنية الصادقة لأبناء الوطن، كما رسمت لوحة من إنجازات الفقيد وخدمته لوطنه عامة وسكان أبوعريش خاصة على مدى 30 عاما، واكتظ جامع القرعاوي في أبوعريش عصر أمس بجموع المصلين من مدنيين وعسكريين ومديري الدوائر الحكومية، الذين توافدوا للمشاركة في تشييع الفقيد لمثواه الأخير ودفنه بأحد مقابر المحافظة.
رصاصات الغدر
أعرب أشقاء الفقيد العسيري أحمد وعبدالله، عن حزنهم لرحيل شقيقهم، مشيرين إلى أن ما حدث قضاء وقدر، وأنهم لا يعرفون الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مقتله في ظروف غامضة، بعد أن كان آمنا مطمئنا داخل منزله قبل أن يخرج لتفقد وضع الكهرباء وإصابته برصاص الغدر، موضحين أن الراحل يتمتع بعلاقات وطيدة مع جيرانه ومحبيه وأقاربه ولم يعرف عنه أي سلوك عدواني مع أي أحد، وأشارا إلى أنهم بانتظار إعلان شرطة المنطقة القبض على القاتل، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مقتله الذي يعد حاليا قضية جنائية، مشيرين إلى أن العزاء في اليوم الأول سيكون بمزرعته بأبوعريش لاستقبال المعزين من زملائه ومحبيه وأصدقائه تنفيذا لوصيته، قبل الانتقال إلى مسقط رأسه بقرية العلاية بني مغيد بمنطقة عسير.
دوافع الجريمة
أكد رئيس قسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صالح الغامدي لـالوطن أمس، ظهور جرائم القتل الغريبة في الآونة الأخيرة وغيرها من الجرائم الشنيعة التي تخالف الفطرة الإنسانية ولا تتسق مع خصائص المجتمع السعودي، لافتا إلى أن خبراء علم النفس يؤكدون أن الجريمة بمختلف أشكالها إما أن تكون تحت وطأة الأمراض النفسية وغالبية القتلة تكون الدوافع النفسية هي المحرك لجرائمهم لإشباع غريزة الموت والدمار، كذلك قد يكون الدافع استجابة خاطئة لأفكار غير عقلانية تدفع القاتل لتنفيذ جريمته، بسبب هلاوس سمعية أو ضلالات سببها اضطرابات نفسية، أو إدمان للمخدرات وهي من الأسباب الرئيسية التي تجعل القاتل في وضع يفقد السيطرة على عقله وإدراكه، ومن الأسباب أيضا تأثير نموذج للعنف يراه القاتل خصوصا الشخص المضاد للمجتمع قبل تنفيذ جريمته.
توعية المجتمع
أكد الدكتور الغامدي، أنه مهما كانت الأسباب والدوافع فإنها لا تبرر بحال من الأحوال جرائم القتل، ولا بد من مواجهة هذه الجرائم المروعة التي تتنافى مع الإنسانية من خلال دراسة مسبباتها، وسد منافذها، وعدم ترك المجال لحدوثها، مضيفا أن أهم أساليب المواجهة، توعية المجتمع ونشر الثقافة المضادة للجريمة لتحصين المجتمع، مطالباً بالفحص النفسي لكل من يرغب في استخراج رخصة اقتناء سلاح وذلك للتأكد من سلامة الإنسان العقلية والنفسية.