جدد المخلوع علي عبدالله صالح ظهوره الإعلامي أول من أمس عبر تسجيل مصور بثته فضائية اليمن اليوم التابعة له، وحفل خطابه كالعادة بالعديد من التناقضات، حيث قال في البداية إن الشعب اليمني تجمعه أواصر الإخاء والجوار والعقيدة والمصير المشترك مع الشعب السعودي. إلا أنه عاد للتناقض عندما وصف عمليات التحالف العربي بأنها عدوان سعودي.
ووصف محللون سياسيون محاولات صالح التقرب من المملكة بأنه محاولة استجداء واسترضاء جديدة لقيادة التحالف العربي، لتوفير مخرج آمن له ولعائلته، مشيرين إلى أن حديث المخلوع خلا هذه المرة من أي شروط مسبقة، ما يؤكد حالة اليأس التي يعاني منها، بعد انكسار شوكة قواته، وتراجعها المتواصل، لحساب قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، التي تحقق انتصارات متوالية في جميع الجبهات، لا سيما على صعيد استرداد العاصمة. وأضافوا أن الهزيمة المنكرة التي تلقاها المخلوع في فرضة نهم، واستعادة الثوار السيطرة على أكبر معسكرات الحرس الجمهوري هناك، كانت إيذانا مبكرا بإعلان هزيمته.

إحباط واستسلام
ووفقا لفضائية اليمن اليوم، فقد عقد المخلوع اجتماعا طارئا بأعضاء اللجنة العامة لبقايا حزب المؤتمر الشعبي العام، والكيانات الموالية له، حث فيه تلك القيادات على تحمل مسؤولية حماية أنفسهم وأمنهم الشخصي والمجتمعي، والتماسك والتصدي كل من موقعه وبكل ما يملك لقوات التحالف العربي وعدم التأثر بـالحرب الإعلامية النفسية.
وفي إشارة لعدم قدرته على مواجهة عمليات التحالف أو التصدي لها، قال صالح أمام أتباعه بأنه لا يملك لهم سوى الدعاء بالنصر المؤزر، وجدد مطالبتهم بتولي مسؤولية حماية أنفسهم، ومحاولة التصدي بطرقهم الخاصة لقوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، ما يؤكد أن الضربة التي تلقاها في فرضة نهم كانت قاصمة له، وهو ما ظهر في الانفعال الشديد الذي ظهر على كلماته، واتهامه للحوثيين بالخيانة وتسليم معسكرات الحرس الجمهوري لقوات الشرعية.
 

تخبط وارتجالية
قال الناشط السياسي في مقاومة آزال، عبده الصنعاني، إن حديث صالح الأخير يؤكد أنه أدرك قرب نهايته ودنو أجله، مشيرا إلى أن لهجة الاستسلام كانت طاغية على خطابه، وتظهر بوضوح في كلماته المرتعشة. وأضاف في تصريحات إلى الوطن صالح بدا كأنه ينعي نفسه، وصورته المهتزة تؤكد أنه فقد البوصلة، ولا يملك فكرة واضحة يريد إيصالها، فمرة يتحدث عن الإخاء مع الشعب السعودي، وتارة يتحدث عن العدوان السعودي، ومع أن التخبط أمر طبيعي اعتاد اليمنيون على سماعه في خطابات المخلوع، إلا أن الجديد هذه المرة هو لهجة الاستسلام، وعدم جنوحه نحو التصعيد والتهديد، فكل كلماته كانت منكسرة، تدل على أن قائلها لا يدري إلى أين يسير ولا ماذا يريد، وكل هذا يؤكد أن انقلاب الحوثيين والمخلوع صالح يلفظ أنفاسه الأخيرة.