من أكبر المعضلات التي تواجه أنديتنا المحلية هي ظاهرة السمسار أو بائع اللاعبين المتجول، وبالذات ونحن نعيش أجواء الانتقالات الشتوية التي تعدّ
سوقا نشطة لأشكال السمسرة كافة، أو التجوال بين الأندية لعرض بضاعة اللاعبين.
في بعض أنديتنا الكريمة ظهر شكل جديد من أشكال السمسرة، ويطلق عليه مصطلح السمسرة بالوكالة، أي أن السمسار يظهر علانية أمام الجماهير وحشود الإعلاميين ويعرض بضاعته ويفاوض الإدارات ويقاسم اللاعبين الأموال، ولكن هناك من يديره ويدعمه من خلف الكواليس، والمؤسف أن من يديره في الغالب هو أحد منسوبي النادي الحاليين أو السابقين.
فلماذا يتخفى الداعم اللوجستي للوسيط أو السمسار ولا يظهر بوجهه الحقيقي؟ مع أن الداعم اللوجستي يظهر في بعض الأحيان على هيئة داعم مالي للصفقة أو على هيئة سوبرمان جاء لتسهيل إجراءات عملية الانتقال، ولكنه لا يظهر بالصورة الحقيقية شريك في السمسرة.
تتعامل إدارات الأندية في الغالب مع الوسطاء لتسريع عملية الانتقال نظرا لضيق الوقت، أو تكاسلا من الإدارة التي تريد إيجاد حلول سريعة لمشكلاتها الفنية، والسبب الأهم والمثير للتساؤل هو الخوف والرهبة من السمسار أو الوسيط.
لأن الوسيط قد يسعى إلى قرصنة الإدارة في تويتر أو استخدام أدواته وجيوشه في وسائل الإعلام والتواصل كافة، ورضوخ إدارات الأندية لابتزاز الوسطاء هو دليل ضعف في المهنية وانعدام تام للرؤية والتطلعات المستقبلية لمواجهة التحديات.
الفكر والتخطيط المستقبلي طويل المدى، والتوجه نحو الصناعة واكتشاف المواهب ومنحها الفرصة، هي السبل الوحيدة للانعتاق من فوضى الوسطاء والباعة المتجولين وابتزازهم المستمر لإدارات الأندية الفاقدة للفكر وبُعد النظر.