كشف المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس فيصل الزهراني لـالوطن أمس، أن فيروس زيكا يأتي من بعوضة تسمى الزاعجة، تم اكتشافها أخيرا، وتوجد حاليا على سواحل جدة وجازان، نافيا تسجيل أي حالة مرضية في الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة بشكل خاص.
فيما كشفت وزارة الصحة أن فيروس زيكا يأتي من بعوضة توجد حاليا على سواحل جدة وجازان وتتم مكافحتها برش بؤر تجمعها بشكل مستمر، أكدت منظمة الصحة العالمية أن المملكة خطت خطوات واضحة للقضاء على بؤر بعوضة الضنك ناقلة فيروس زيكا، مشيرة إلى أنه لا خوف على المعتمرين أو الحجاج من الإصابة بالفيروس.
فرص انتقال ضعيفة
قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس فيصل الزهراني لـالوطن إن فيروس زيكا يأتي من بعوضة تسمى ناموس الزاعجة تم اكتشافها أخيرا، وتوجد حاليا على سواحل جدة وجازان، نافيا في الوقت نفسه تسجيل أي حالة مرضية بالفيروس في الشرق الأوسط.
وأضاف أن فرص انتقال الفيروس ضعيفة، وأعراضه زكام وارتفاع في درجة الحرارة لمدة لا تتجاوز الثلاثة أيام، وأشارت دراسات إلى أن خطورة هذا المرض على النساء الحوامل، حيث تسبب تشوهات في رأس الجنين، وهذه الحالة سجلت مسبقا في البرازيل، ولكن لم تكن مؤكدة بالشكل التام.
فيروس عمره نصف قرن
يبين الزهراني أن فيروس زيكا تم اكتشافه قبل 50 عاما، ولكنه انتشر قبل شهر، وعدد الدول الموبوءة والتي توجد فيها سفارات لنا يصل إلى قرابة الثلاثين، لذلك حذرت وزارة الصحة كل موظفي السفارات الذين يعملون في المناطق التي ينتشر فيها المرض زيكا بأخذ الحيطة والحذر، وتجنب أماكن البعوض، مشيرا إلى توجيه كل الإرشادات الصحية لهم، مطالبا المواطنين بعدم الذهاب لتلك المناطق، والذين يوجدون فيها بالعودة إلى أوطانهم حفاظا على سلامتهم.
ليست هناك رحلات مباشرة مع أميركا اللاتينية
أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، تركي بن معلوي الذيب لـالوطن، أنه لا توجد أي رحلات مباشرة بين المملكة وأميركا اللاتينية.
وأضاف أنه لا يوجد أي قلق من انتقال فيروس زيكا بين المسافرين والمعتمرين والحجاج القادمين من هذه البلاد، لأن رحلاتهم تتم عبر عدد من الخطوط الأجنبية بشكل غير مباشر، مشيرا إلى أنه لم تسجل في المطار أي حالة إصابة بالفيروس حتى الآن.
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في القاهرة رنا صيداني، لـالوطن، إن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء العلوان تواصل مع وزراء الصحة في البلدان العربية، للقيام باتخاذ إجراءات سريعة لتفادي وصول مرض زيكا إلى المنطقة، والاستعداد لأي احتمالات بانتشاره.
وأضافت أن هناك سبع بلدان بها البعوض الزاعج المتسبب في ظهور فيروس زيكا والناقل له، وهي مصر والسعودية والسودان واليمن وجيبوتي والصومال وباكستان وإيران، لكن تواجد البعوض لا يعني انتشار المرض، حيث لم تظهر حتى الآن أي حالات للإصابة بفيروس زيكا بهذه الدول أو غيرها من دول المنطقة، خاصة أن انتشار الفيروس تزامن مع فصل الشتاء والطقس البارد، بينما يتكاثر البعوض في فصلي الربيع والصيف، وهذا من حسن حظ بلدان المنطقة، حيث يتيح ذلك للبلدان الموجود بها البعوض الزاعج اتخاذ إجراءات وقائية.
وأوضحت صيداني أن الدول التي يتواجد بها البعوض يجب أن تفرض حالة طوارئ صحية للتعامل مع الفيروس من خلال تعزيز المراقبة على المسافرين القادمين من دول ينتشر فيها المرض، والإبلاغ عن حالات التشوهات الخلقية، والاهتمام الكافي بالنساء الحوامل، وتعقيم الطائرات القادمة من أميركا اللاتينية برش المبيدات فيها، سعيا لعدم انتقال البعوض عبر الطائرة.
وأشارت صيداني إلى أن هناك ثلاثة احتمالات خاصة بفيروس زيكا، أولها تواجد البعوضة بالبلد دون أن تكون مصابة به، والثاني تلوث البعوضة بالفيروس عن طريق لسع شخص مصاب به، حيث تنتقل العدوى في هذه الحالة إلى البعوض الذي ينقل بدوره العدوى لأشخاص آخرين، والثالث تكاثر البعوض المصاب بالفيروس في المياه الراكدة التي تعتبر موقعا خصبا لتكاثر الأمراض والبعوض، ما يؤدي بدوره إلى تواجد البعوض الناقل للفيروس.
وكشفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية بالقاهرة، أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يعمل حاليا على جلب أدوات مختبرية للتعرف على فيروس زيكا، بحيث تكون دول المنطقة على دراية بأعراضه وبسبل مقاومته.
الضنك وزيكا
يقول الخبير الصحي المدير الإقليمي السابق لمنظمة الصحة العالمية بالمملكة الدكتور حسين الجزائري لـالوطن إن المملكة خطت خطوات واضحة للقضاء على بؤر بعوضة الضنك والتي تنقل فيروس زيكا لكن بشكل مختلف، حيث ينتقل زيكا عبر بعوضة تتشابه كثيرا مع بعوضة حمى الضنك، وتتشابه أعراض حمى الضنك بزيكا، حيث يشكو المصابون بزيكا من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة، وتستمر عادة هذه الأعراض لمدة تتراوح من يومين إلى سبعة أيام.
وأكد الدكتور الجزائري أنه لا خوف على المعتمرين أو الحجاج من الإصابة بفيروس زيكا، مشددا على أهمية رش مواقع انتشار البعوض.
زيكا ينشط نهارا
أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور أحمد اللويمي لـالوطن أمس، أن فيروس زيكا يدخل ضمن أمراض الفيروسات المصفرة، والتي تتسبب بعض من عائلة هذه الفيروسات بأمراض معروفة كالحمى الصفراء، وحمى وادي النيل، والتي تنتقل عن طريق لدغة البعوض الفيروس، وهو يحمل عاملا وراثيا من شريط مفرد من رايبوكسي، وينتقل عن طريق الناموس وخصوصا الزاعجة المصرية. وأضاف، أن الفيروس كان منحصرا عام 1950 في شريط ضيق من أفريقيا إلى آسيا، إلا أنه بدأ بالانتشار منذ عام 2014، وتوسع ليصل إلى المكسيك ومن ثم أميركا، ومن ثم التوغل الواسع في أميركا الجنوبية، ليصبح جائحة بين الحوامل في البرازيل. وأوضح استشاري طب الطوارئ الدكتور خالد عبدالغفار لـالوطن أن أعراض فيروس زيكا تتشابه بنسبة ?95 مع أعراض حمى الخنازير والضنك، فكلاهما ينتقلان عن طريق الناموس، مشيرا إلى أن الوقاية من حمى الضنك هي ذاتها التي يجب القيام بها للحد من زيكا.
وأبان الدكتور اللويمي أن فيروس زيكا بالأصل ينتقل بين القرود ونادرا ما كان يصيب الإنسان، إلا أنه ومنذ عام 2015 توسع توسعا مذهلا في إصابة الإنسان، والذي يرجع بالأساس إلى توسع انتشار الناموس المتسبب في نقله، ما يدل على تحولات في طبيعة هذا الناموس، وتأقلمه على بيئات جديدة، لافتا إلى أن دراسة أثبتت أن هذا الناموس تمكن من مقاومة البرد القارس لمدينة واشنطن لسنوات عدة ليوسع بذلك أماكن انتشاره خارج المناطق غير المألوفة كالقارة الأوروبية.
وأشار إلى أن أعراض الفيروس طفيفة كالحمى، وآلام في المفاصل، وقد لا يشعر المصاب بأي اهتمام لقرب أعراضه من الإنفلونزا، ولكن خطورته تبرز في قدرته على اختراق المشيمة والتسبب بتشوهات خلقية للجنين، وخصوصا ضمور الرأس بما يعرف بمتلازمة غيلان بارية، والتي تتسبب في عطب بالجهاز العصبي المركزي.
وذكر أن الفيروس ينتقل عن طريق البعوض ونقل الدم، والعلاقة الجنسيةـ مشيرا إلى أن المرأة المصابة لا تنقل المرض لزوجها، ولكن الرجل المصاب ينقل الفيروس للمرأة السليمة.