في إطار تزايد الصراع بين طرفي الانقلاب، ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، أشارت مصادر يمنية إلى مقتل أحد قيادات جماعة الحوثيين، بنيران عناصر تابعة للحرس الجمهوري، الموالي للمخلوع، مما أحدث حالة من الغضب الشديد وسط عناصر الميليشيات، التي طالبت بتسليم القتلة والثأر منهم. وأشارت المصادر - التي طلبت عدم الكشف عن هويتها – إلى أن جنودا تابعين للحرس الجمهوري، قاموا بإطلاق النار على القيادي الحوثي ضيف الله أبو تحية ومرافقيه أمس، في أحد شوارع العاصمة، وأردوهم قتلى، مضيفة أن الحادث يأتي كحلقة جديدة من الصراع المحتدم بين الجانبين. والخلافات التي عصفت بالحلف القائم بينهما. وأن قيادات في الجماعة الحوثية توعَّدت عناصر الحرس بالانتقام لمقتل أبو تحية، كما رفضت الدعوات التي طالبت بضبط النفس. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت تزايدا في الخلاف بين الجانبين، على خلفية النزاع حول الصلاحيات العسكرية، إضافة إلى تنافس حول الاستئثار بالسلطة، حيث يرى كل من الطرفين أنه الأجدر بالحكم، قياسا على الدور الذي قام به في الانقلاب.
اعتقال عناصر الحرس
وكانت جماعة الحوثيين قد بادرت خلال الأيام الماضية إلى اعتقال وتوقيف 130 من عناصر الحرس الجمهوري، وهدَّدت بتقديمهم إلى محاكمة عسكرية، بسبب رفضهم التوجه نحو مناطق المواجهات في مأرب وتعز، ولم تكتف الجماعة الانقلابية بذلك، بل هددت بتوجيه تهمة الخيانة العظمى للعناصر الموقوفة، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، مما دفع عددا من قيادات الحرس الجمهوري إلى مغادرة المعسكرات، والبقاء في منازلهم، ومنحوا المخلوع فرصة أسبوع لإيجاد حل للأزمة، وإعادة كرامتهم المهدرة – حسب تعبيرهم – وهددوا بالانضمام إلى المقاومة الشعبية إذا لم يتم وضع حد لتجاوزات الحوثيين بحقهم.
استشراء الخلافات
وتتركز الخلافات بين الجانبين في إقدام عناصر الجماعة الانقلابية على توجيه تعليمات وأوامر عسكرية لقوات الحرس، التي ترفض التجاوب معها، وتؤكد أن الانقلابيين لا يملكون سلطة توجيههم، وأنهم يتلقون الأوامر فقط من قياداتهم العسكرية. كما أن تعليمات الحوثيين تتناقض في معظم الأوقات مع المبادئ العسكرية التي تعلموها في الجيش. وتسببت تلك الخلافات في إضعاف قوات التمرد، وتشتيت جهودها، مما أتاح الفرصة للمقاومة الشعبية لتحقيق انتصارات كبيرة.