تزامنا مع دعوة عدد من المشرعين وصناع القرار في الولايات المتحدة لاتخاذ الحيطة في التعامل مع النظام الإيراني، وثقت أميركا عددا من وجوه الفساد المالي في روسيا وفي الضاحية الجنوبية للبنان.
وفيما حذر صناع قرار حكومة الرئيس باراك أوباما من الانخداع بأن طهران غيرت سلوكها عقب تنفيذ الاتفاق النووي، دعوا إلى مواصلة الضغوط عليها، وضمان تنفيذ كافة التزاماتها، وضرورة تفعيل دعم حلفائها التاريخيين في منطقة الشرق الأوسط.
ورصدت أجهزة مكافحة الفساد الأميركية تجاوزات داخل الحكومة الروسية وصلت حد اتهام مساعد وزير الخزانة آدم زوبين للرئيس فلاديمير بوتين بأنه فاسد، كما واصلت الإدارة الأميركية حصارها للمؤسسات المالية المتعاملة مع حزب الله، وأصدرت أمس، عقوبات بحق شركة تراند بوينت الدولية، بتهمة غسل أموال لمصلحة الحزب، وشملت العقوبات مالك الشركة وأحد موظفيها الكبار.
شدد فريق من الدبلوماسيين والمشرعين وواضعي السياسات والخبراء الأميركيين من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، على ضرورة توخي اليقظة في تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، مطالبين البيت الأبيض برفض الفكرة القائلة بأن طهران حليف في الحملة ضد تنظيم داعش، حسب ما جاء في تقرير لمعهد واشنطون لسياسات الشرق الأدنى، تم إعداده خلال الشهر الجاري، مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران. وحث فريق الخبراء المشاركين في إعداد التقرير، الذي يضم 16 خبيرا، إدارة الرئيس باراك أوباما، على اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان تقيّد إيران الكامل بالتزاماتها العديدة، وعلى تنفيذ استراتيجية إقليمية قوية، مصممة لدرء سلوك طهران الذي يطرح إشكالا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال الفريق المشارك في بيان، إنه من الخطأ الاستنتاج أن إيران قد استوفت الآن الشروط المفروضة عليها، في إطار خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي، مضيفاً أنه لضمان امتثال طهران الكامل طوال فترة تطبيق خطة العمل، فإنه من الضروري أن تتوخى الولايات المتحدة، إلى جانب شركائها في مجموعة 5+1، أعلى مستويات اليقظة.
مراقبة الطاقة الذرية
وأشار البيان إلى أنه لتحقيق هذه الغاية، دعا الخبراء أن تعمل واشنطن وشركاؤها على أن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنشأت نظام المراقبة الذي ينص عليه الاتفاق النووي، وأن تقوم بجمع أي معلومات استخباراتية ضرورية للتحقق من امتثال إيران للاتفاق النووي.
وأكد البيان أيضاً على أنه لا بد للإدارة الأميركية أن تستغل يوم تنفيذ الاتفاق النووي، واستلام إيران لمبالغ كبيرة عقب تخفيف العقوبات عنها، من أجل تنفيذ استراتيجية قوية بالفعل لمواجهة السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأوصى الفريق بتعزيز دعم الولايات المتحدة لحلفائها التقليديين في المنطقة، وتنشيط الجهود في مواجهة الجيش الإيراني وغيره من الإرهابيين، واللجوء الأسرع إلى تطبيق الإجراءات العقابية، بما في ذلك العقوبات، رداً على أعمال إيران خارج نطاق خطة العمل المشتركة الشاملة.
طهران بعيدة عن مواجهة داعش
حثّ الفريق البيت الأبيض على مواجهة الانطباع السائد بأن إيران تشكّل شريكاً بنّاءً في حملة مكافحة داعش، عادا أن الأمر بعيد كل البعد عن الحقيقة، وأن الواقع هو أن سياسة طهران في جميع أنحاء المنطقة تقوم على تعزيز عدم الاستقرار.
وكانت المجموعة قد صاغت في وقت سابق بيانين، الأول في يونيو الماضي حول المفاوضات النووية، والثاني في أغسطس حول خطة العمل المشتركة الشاملة.
يذكر أنه من بين الخبراء المشاركين في إعداد التقرير، عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في المجلس، هوارد بيرمان، ونائب مساعد الرئيس ونائب مستشار الأمن القومي للتخطيط الاستراتيجي في عهد الرئيس جورج بوش، روبرت بلاكويل، ونائب رئيس هيئة الأركان الأسبق، الجنرال جيمس كارترايت، ونائب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، الجنرال ديفيد بترايوس.