تعيش الأسر القصيمية هذه الأيام استنفارا لزيارة الفياض والروضات الخضراء التي تطوق المنطقة، بعد موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدن والمحافظات، فعلى غير المعتاد توجهت بوصلة الأسر إلى الهواء الطلق بعيدا عن المخيمات التي سرقت بهجة الحياة البرية الحقيقية بتقمصها دور المساكن وتوفير كل الأدوات المعيشية ووسائل التدفئة الكهربائية، ما أفقد البر طابع الخشونة المعتاد.
وأسهم هذا التوجه في تخفيف الضغط على المخيمات وانخفاض أسعارها، بعد أن وصلت إلى حد المبالغة في الأعوام السابقة. واكتظت روضة البطين وروضة أبا الورود، والصريف، والركيّة، وغيرها بالمتنزهين، حيث تتوجه الأسر إلى هناك منذ ساعات الصباح الأولى لقضاء يومها كاملا بين الخزامى والنفل وأطايب ما تنبت الأرض من الكمأ والعراجين.
من جهته، قال عبدالرحمن الركبي، مالك أحد المخيمات في عسيلان شرق بريدة: إن الإقبال على المخيمات تراجع بشكل ملحوظ هذا العام بعكس الأعوام السابقة التي كانت مواعيد الحجوزات تصل إلى أسابيع. وأضاف أن متوسط أسعار المخيمات يتراوح بين 500 و900 ريال، بعد أن كانت سابقا بين 800 و1500ريال.
وأرجع الركبي هذا التراجع في الأسعار إلى ضعف الإقبال، مؤكدا أن ملاك المخيمات في سباق محموم للظفر بالتميز من خلال توفير سبل الراحة والترفيه والتقنية، إلا أن الطبيعة نالت قصب السبق هذا العام.
يذكر أن منطقة القصيم شهدت هذا العام أمطارا غزيرة غير مسبوقة، أدت إلى غرق عاصمتها الإدارية مدينة بريدة.