أهل السنة والجماعة متفقون على أن قضاء حوائج آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام بحقوقهم، ورعايتهم، وإكرامهم، وإجلالهم من أجل القربات، وأحبها إلى الله

لست من أولئك الذين يحبون أن تتوالى مقالاتهم الأسبوعية في موضوع قد يراه البعض يدور في فلك واحد؛ لكن الله وحده، شاء أن تتوالى جملة من مقالاتي الأخيرة عن مواضيع شبه متشابهة.
 هذه المرة عقدت العزم أن أختم هذه الحزمة من المقالات بمقال عن فضل آل البيت، ولأني لم أحب أن أحيل ما سأكتب على نقولات قديمة؛ توفقت في الحصول على تسجيل صوتي معاصر -أنقله هنا بتصرف بسيط- في غاية الإنصاف عن حكم العطاء لآل البيت، لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، المدني، عضو هيئة كبار العلماء، يقول فيه: أهل السنة والجماعة متفقون على أن قضاء حوائج آل النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام بحقوقهم، ورعايتهم، وإكرامهم، وإجلالهم من أجل القربات، وأحبها إلى الله، ومما يتقرب به إليه سبحانه وتعالى، ومن قرأ كلام العلماء وا?ئمة وجد هذا جليا.. بعض آل النبي صلى الله عليه وسلم فتنوا في دينهم بسبب أن أهل البدع دخلوا عليهم، لما قصر بعض أهل السنة، فتجدهم يجدون عند أهل البدع كثيرا من التعظيم والإجلال، وإذا جاؤوا ?هل السنة قالوا لهم: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول -فيما صح عنه-: إنما أمرت أن أنزل الناس منازلهم، وحينما يأتي ا?نسان المنتسب إلى آل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، ويجده يجله ويكرمه؛ فهذا حقه، بدون منة، هذا حقهم بالشرع، فضلهم الله به، وأكرمهم به، وكان الصحابة رضي الله عنهم يجلون سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، ولما دخل علي زين العابدين -كما في صحيح مسلم في حديث المنسك الوحيد في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم- على جابر بن عبدالله رضي الله عنهم وكان قد كف بصره آخر حياته، أخذ بيده، وأدخلها بين صدره يتحسسها، تحننا وتلطفا، وكان زيد بن ثابت يأخذ بيد عبدالله بن عباس ويقبلها، لما يأخذ ابن عباس بخطام دابة زيد، يأخذ هو بيد عبدالله بن عباس ويقبلها، وعبدالله بن عباس يقول: هكذا أمرنا أن نصنع بعلمائنا، وهو يقول: هكذا أمرنا أن نصنع بآل بيت نبينا؛ لكن ? يعرف الفضل إ? أهله، و? يظن أحد أن لنا منة على آل البيت، هذا حقهم، هذا حق في الشرع؛ فلا نجعل ?هل البدع عليهم سبيلاً، بل علينا أن نسبق إلى ما أُمرنا به إليه: {قل ? أسألكم عليه أجرا إ? المودة في القربى}.
ومن أجل قواعد السابقين في التربية: الحسنة في ذاتها حسنة، ومن آل البيت النبوي أحسن، والسيئة في ذاتها سيئة، ومن آل البيت أسوأ، ولترجمتها أقول على سبيل المثال: قطع إشارة المرور جريمة، ومن ابن سعادة المدير العام للمرور أشد جرما.