المدينة المنورة: عبدالعزيز الحجوري

انطلقت صباح أمس أولى جلسات مؤتمر تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق.. واجب شرعي ومطلب وطني، الذي تقيمه الجامعة الإسلامية برئاسة رئيس الجلسة المستشار والمشرف على الهيئات المستقلة برابطة العالم الإسلامي مدير الجامعة الإسلامية السابق الدكتور عبد الله العبيد، ومقرر الجلسة الدكتور محمد الزاحم ومنسقة القاعة النسائية الدكتورة نورة البقعاوي.
وتطرقت الأوراق المقدمة والمداخلات إلى مفاهيم التحزب، فقد رفض البعض هذا المفهوم كليا، وآخرون رأوا أنه يختلف من دولة لأخرى، حيث بين الشيخ الدكتور عبدالله المطلق في مداخلة له أن  المسلمين في أقاليم مختلفة، تختلف أحكامهم باختلاف دولهم، ولا نستطيع أن نقول اليوم إن المسلمين الآن دولة واحدة، ولهذا يختلف حكم التحزب باختلاف أحوال الأقاليم وعلى علماء كل إقليم مراعاة المصالح والمفاسد، فقد يكون من المصلحة التحزب وقد يكون من المصلحة منع التحزب.
بدوره قال الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان المنيع رداً على سؤال أحد المداخلين في الفرق بين الخروج عن الجماعة والخروج عن ولي الأمر: لا فرق بينهما فولي الأمر هو ممثل الجماعة والخروج عن ولي الأمر هو خروج عن الجماعة والخروج عن الجماعة هو خروج عن ولي الأمر، فالجماعة يمثلها ولي الأمر في الأمر والنهي والقرارات المتعلقة بأمن البلاد وغيرها.

دور الشعر في تحقيق الاجتماع
تحدث الدكتور وائل علي محمد السيد عن محور الإبداع الشعري ودوره في الدعوة إلى تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق عند الشعراء المحافظين، الذين ينتمون فنيا إلى تلاميذ البارودي، أو من يسمون بالكلاسيكية الجديدة، ممن حملوا لواء الإحياء والبعث بعد البارودي؟ من خلال ثلاثة محاور: الوحدة الإسلامية، والوحدة العربية، والوحدة الوطنية، وأوضح دور الشعر كوسيلة من الوسائل الفعالة في الدعوة إلى الوحدة الشاملة على جميع الأصعدة والمستويات، وكيف يمكن لنا توظيف الأدب في توجيه الشعب نحو الفضيلة، وتنفيره من العادات الرذيلة.

الحزبية تقوم على الهيمنة
أبرز الدكتور عاصم عبد الله القريوتي طرق الحِزبِيّين في الهيمنة الفكرية وإخفاء محاسن ولاة الأمر وإظهار مساوئهم، ولي أعناق النصوص لتوافق أهواءهم، وتنزيل بعض الحركات الإسلامية والأحزاب المعاصرة النصوص الشرعية المتعلقة بالاجتماع للأمة على الإمام الأعظم على تجمعاتها وأحزابها، والبيعة لأمراء في ظل بيعة ولاة أمر المسلمين، والدعوة للخروج على الأئمة ولو بغير السيف، وتقديس الأشخاص والأحزاب.
وتساءل الدكتور الصاوي أحمد في بحثه حول أثر وسائل الإعلام المعاصرة على وحدة جماعة المسلمين: هل من الممكن وضع خطة إستراتيجية إعلامية وطنية الهدف منها الحفاظ على جمع كلمة المسلمين والأوطان العربية ومنع التفرق والتحزب، ودور وسائل الإعلام في درء مخاطر الإعلام الموجه ضد وحدة الجماعة ووحدة الدولة؟

توسع التعددية
الباحث الدكتور حمد بن محمد بن جابر الهاجري رئيس قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الكويت قال إن التعددية الحزبية من المسائل التي توسع نطاقها في عالمنا الإسلامي، وقد نتج عنها أمور كثيرة من تفريق كلمة المسلمين، وخلق أجواء مشحونة بالتباغض بناء على الانتماء الحزبي لا الديني.

نتائج خطيرة
 تحدث الدكتور محمد طاهر حكيم من باكستان حول آثار التفرق والتحزب قائلاً: الافتراق والتحزب قضية مقلقة مؤلمة، وحالة مرضية مزعجة، وذلك لأنه يفصم العروة الوثقى، ويهدم الآمال العظمى، ويترك آثارا وخيمة، ونتائج خطيرة.
وشارك الباحث الدكتور علي بن عبدالله القرني ببحث حول جهود علماء المملكة في ترسيخ مفهوم الجماعة الشرعية – العلامة عبد الرحمن السعدي أنموذجاً.
أما الدكتور سيد حسن عبدالله فرأى أن الحزبية بمكوناتها الدينية والسياسية من المصطلحات المعاصرة، وهي وإن وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، إلاَّ أن ورودها المقبول شرعاً جاء  بشأن من وصفهم القرآن الكريم بـ (حزب الله) للدلالة على دعوة المسلمين ليكون ولاؤهم لله تعالى ولرسوله، فإن فعلوا ذلك استحقوا أن يوصفوا بحزب الله أي أولياؤه وجنده، ولا يراد به المعنى الاصطلاحي المعاصر للحزب السياسي، والذي هو جماعة سياسية تسعى للوصول إلى السلطة.