د. مرزوق الرويس
المقالات حسب نظرتي لها هي تكوين لفكرة أو تحليل لنظرة أو عمل يهم المجتمع، إذ أن الهدف من كتابة المقالات ليس لتوجيهها لمسؤول معين بل لأفراد المجتمع، في حين أن المسؤولين يمتلكون قنوات تواصل أكثر فاعلية من الصحافة لمخاطبتهم.
ولكن المقالات وخصوصا مقالات الرأي هي وسيلة طرح لموضوع بطريقة علمية أو تحليلية أو تطويرية موجهة للأفراد المعنيين بمجال التخصص داخل المجتمع والذين من بينهم المسؤولون، وتوجيه المقال للمسؤولين تحت هذه المظلة يكون بنظرة أنه فرد من أفراد المجتمع من دون أي تمييز كونه مسؤولا، وكتابة المقالات الصحفية ليست لنقد أو للثناء على مسؤول معين، بل لتقديم فكرة تساعد على التطوير أو التكامل في مجالات المجتمع. فالحديث عن الأفكار أنفع للمصلحة العامة من تقييم أدواتها.
وبالنسبة للتخصصية في مجال الكتابة فإنه لا يخفى على معظم رؤساء التحرير في الصحف المحلية أن التخصصات مختلفة وموزعة، فمنها ما هو في الاقتصاد أو السياسة أو الثقافة أو الرياضة أو غيرها، وفيما بين هذه المجالات هناك تخصصات تساعد على تجسيد هذه المجالات لتصبح مترابطة ومنظمة في تداخلاتها والتي تكون من خلال تعزيز نقاط الالتقاء وتقليل نقاط الاختلاف، فأساليب العمل واحدة بغض النظر عن مجالات العمل نفسها.
وتخصص الإدارة الإستراتيجية العامة هو تخصص ضمني متداخل بين هذه المجالات، فارتباط هذا التخصص بمجالات الحياة هو ارتباط وثيق، حيث إن هذا التخصص هو حلقة الوصل بين صُناع القرار والأفراد في المجتمع، سواء كانت هذه الحلقة هي اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو غيرها، فأسلوب العمل واحد والمجالات قد تختلف.
إن المتخصص في هذا المجال يقوم بتطبيق الأسلوب العملي المتعلق بهذا التخصص بغض النظر عن المجال، وفي حال أنه أخلص في عمله ووفقه الله فإن المجتمع سينظر إليه بأنه نموذج مختلف عن البقية، ولكنه في الحقيقة هو تخصص مختلف في طبيعته عن التخصصات الأخرى، وكان الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- أحد من أجادوا تطبيق هذا الأسلوب، مع العلم أنه لم يكن متخصصا في ذلك، فنظرة متخصص الإدارة الإستراتيجية العامة للأمور المتعلقة بالرأي العام هي نظرة إستراتيجية إدارية تقوم على أسس علمية تختلف مجالاتها وتتفق أساليبها.
وكمتخصص في هذا المجال، فإن المقالات التي تُكتب تعكس هذه النظرة التخصصية، فالمجالات تختلف ولكن تتفق نظرة تحليلها، وهذا لا يعني أن التخصصية في المجالات غير مجدية ولكن هي تكملة للنص ليتم رسم الصورة بشكل أوضح، فتخصصية المجال لا تعني التخصصية العلمية، حيث إن ما بين هذه المجالات تخصصات علمية مهمة وهي ما بدأنا نلامس الحاجة لها وبدأت معظم المنظمات السعي إلى توفيرها.