كنت سعيدا حد الاندهاش حين سمعت وللمرة الأولى مصطلح الموارد البشرية ودورها في القطاع العام، أي للموظف الحكومي. منذ سنوات ونحن نكتب ونطالب بذلك، فالموظف الحكومي يعتقد أنه بمأمن من الحساب والعقاب والفصل وفي الوقت نفسه يضمن راتبه وترقيته، بل وأحيانا زيادة سنوية دون أن يحاسب على إهماله أو تعطيله معاملة مواطن غلبان!
فبرنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية، والذي حدد بعض الجهات ليطبق عليها في المرحلة الأولى أمر يبشر بالخير، وأكثر ما جعلني أتحمس أن وزارة الثقافة والإعلام بكل مرافقها ستكون ضمن المرحلة الأولى للتطبيق، وهذا يعني أن مدير الموارد البشرية سيرتبط بالوزير مباشرة، وهذا تقدم تاريخي لهذه الوزارة، فلم يعد من المقبول أن يتم تمرير عقود توظيف لأقارب وخلان وأصدقاء وإقحامهم في المجال الإعلامي بالقوة، فالمعايير اليوم ستختلف حين توكل الأمور إلى أهلها فيظفر بالوظيفة المستحق لا المقرب من صاحب القرار.
وكل ما أتمناه اليوم هو أن تقتنص الوزارة فتستقطب متخصصا إعلاميا بارعا يجمع العلم بالمعرفة، ليكون البوابة الأولى لفلترة دخول كوادر جديدة لواحد من أهم القطاعات في الدولة، لأن الإعلام شغف وموهبة وإنتاج لا بصمة وتوقيع وجلوس على المكاتب وتسكع في الممرات.
الإعلام مَلكة وصقل مستمران، وتدريب وممارسة حقيقية، يختلف عن أي مجال آخر. الإعلام تقنية ومونتاج وإخراج، ولا يقتصر على معد ومقدم سعوديين! الإعلام مواكبة وتطور سريعان مستمران، ونقل حي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب.
الإعلام سلاح في السلم قبل الحرب، ولربما نتفاءل منذ اليوم الأول لبدء المتخصص في ممارسة عمله، فادعوا معي بأن يعجل الله ذلك.