يعتبر مركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات بدبي واحدا من أميز المؤسسات العاملة في مجال التنمية البشرية بمنطقة الخليج، واستطاع خلال السنوات الأخيرة نقل خدماته التدريبية المتطورة إلى كثير من دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من خلال عقد شراكات ناجحة على مستوى عدد من مناطق المملكة تشهد جميعها على القدرات والإمكانات التي يمتلكها المركز، من بينها ملتقى تدريب شباب وشابات نجران، وملتقى دور الوسائل الإعلامية الحديثة في مكافحة الإرهاب الذي عقد في منطقة القصيم.
ويعمل المركز حاليا على تنفيذ ملتقى الاستثمار السياحي في ينبع بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالمحافظة، ووقع في السابق 24 عقدا تدريبيا مع الغرفة التجارية في نجران بجانب تقديمه دراسة لتنظيم ملتقى دور الحياة الفطرية في المملكة وغيرها من الأعمال والدراسات.
وحول مساهمات المركز المتعددة وقضايا التنمية البشرية والتدريب، حاورت الوطن رئيس مجلس إدارة المركز الدكتور مصطفى الكامل، وفيما يلي نص الحوار:
ثقافة التدريب
أصبح التدريب مرادفا صريحا للتنمية البشرية ورفع القدرات وترقية الإمكانات في جميع المجالات كيف تقرؤون هذا التوصيف؟
نعم هذا صحيح تماما، فلا شك أن العالم أصبح اليوم يعيش طفرات في جميع المجالات العلمية والمهنية، وحتى نكون في مواكبة مع هذه القفزات المتلاحقة فإن الواقع يحتم علينا نشر ثقافة التدريب بين مجتمعاتنا، خاصة وسط الشباب مع التركيز على البرامج التي تخدم التنمية وتسهم بإيجابية في دفع حركة المجتمع إلى الأمام، وهذا ما يسعى مركز الجودة الشاملة إلى تحقيقه عبر مجموعة من البرامج التدريبية التي تستصحب كل المستجدات في عالم رفع القدرات وتحفيز الإمكانات، مع مراعاة خصوصية كل مجتمع عند تنفيذ هذه البرامج على المستوى العملي.
الجودة الشاملة مفهوم واسع وتحدٍّ كبير في جميع الدول العربية، ماذا لديكم في المركز لمواجه هذا التحدي؟
الجودة بالنسبة لنا في المركز تعني تقديم برامج تدريبية وتأهيلية متطورة من أجل الارتقاء بالمستوى المهني لدى المستفيدين، سواء كانوا موظفين أو أصحاب أعمال أو غيرهم، وهذا العمل يتطلب تطبيق مجموعة أسس ومعايير عالمية تقتضي تحديث البرامج التدريبية بصورة مستمرة لضمان المواكبة، وفي اعتقادي أن كثيرا من الدول العربية أصبحت تهتم بهذا الجانب في التنمية البشرية وتضعه ضمن أولوياتها، إلا أن مستوى تنفيذ هذه البرامج ما زال يحتاج إلى عمل أكبر.
أعلى درجات الأداء
حسب خبرتكم العريضة: ما المواصفات المثالية لأية شركة أو مؤسسة تريد تحقيق أقصى معدلات النجاح في الاستفادة من البرامج التدريبية؟
في العادة تستطيع أية منشأة أو مؤسسة تحقيق أهدافها إذا قام كل موظف فيها بأداء مهامه على الوجه المطلوب، وهذا الأمر يتطلب مقدرات محددة يجب توفرها حتى يستطيع الموظف تقديم أفضل ما لديه، حسب معايير الجودة والدقة، ومن هنا تظهر أهمية التدريب لتحقيق أعلى درجات الأداء، وهذا الوضع يحتاج في البداية إلى تحديد احتياجات المنشأة والأفراد ومن ثم اختيار وتصميم البرامج المناسبة لكل حالة حتى تتحقق فاعلية وأهداف التدريب.
إذن كيف تسهم عملية تحديد تلك الأهداف في نجاح البرامج التدريبية؟
بالفعل كلما كانت الأهداف أكثر تحديدا كانت الفائدة من برامج التدريب أكبر وأسرع، حيث إن هذا الوضع يساعد على تأمين نوع الاحتياجات التدريبية المطلوبة وتقديم المعلومات والخبرات المناسبة للمتدربين. كما أن المدرب في هذه الحالة يكون أكثر قدرة على توقع الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المتدربون، إضافة إلى تحديد الوسائل الإيضاحية اللازمة في كل حالة.
تحسين أدائهم المهني
هذا يقودنا إلى السؤال عن القواعد الأساسية لتصميم البرامج التدريبية عموما؟
كما أسلفت فإن تحديد الهدف من البرنامج التدريبي وأهميته والجهة المستفيدة منه وثقافة العناصر المستفيدة من هذا البرنامج تعتبر من أهم الجوانب التي تقود إلى فاعلية هذه البرامج، كما أن نوعية الاحتياج الإداري والمؤثرات العامة المتعلقة بكل منشأة لها تأثير كبير في نجاعة الحلقات التدريبية واكتساب المتدربين الجرعات المطلوبة لتحسين أدائهم المهني في الحاضر والمستقبل.
ما أهم الأهداف التي يسعى مركز الجودة الشاملة إلى تحقيقها من خلال البرامج التدريبية التي يقوم بتنظيمها منفردا أو بالتعاون مع جهات أخرى؟
نحن في المركز نحرص عموما على توفير جرعات مركزة من المعارف والمعلومات الخاصة بكل حالة تدريبية بهدف صقل وتطوير المهارات لدى المتدربين وتحفيزهم على استثمار طاقاتهم الكامنة لمصلحة تحسين أدائهم داخل المؤسسات التي يعملون بها حتى تتحقق الفائدة المطلوبة من البرامج التدريبية في أعلى درجاتها.
مركز الجودة الشاملة استطاع خلال الفترة الأخيرة أن يضع أقداما راسخة داخل سوق التدريب بالمملكة: لماذا وقع اختياركم على المملكة تحديدا لتنفيذ هذه البرامج التدريبية؟ وكيف كان دخولكم إلى هذا السوق رغم وجود عدد هائل من المراكز المشابهة في الداخل؟
في البداية لا بد من القول إن المملكة تعتبر سوقا استثمارية آمنة ومساحة تدريبية ناضجة، وذلك بفضل الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي بجانب الرغبة الكبيرة لدى المسؤولين في المملكة نحو التطوير وتحسين الأداء في كل المجالات، لذلك نحن نعتبر سوق التدريب في السعودية نموذجيا ومشجعا على تقديم الأفضل. أما فيما يلي دخولنا إلى هذه السوق فكان ذلك عبر توجهنا الصادق نحو تقديم برامج تأهيلية عالية المستوى، وحرصنا الدائم على احترام القواعد والثوابت الوطنية لدى المملكة والمنافسة الشريفة على كل المستويات الاستثمارية.
الطموحات والرؤى
ما الطموحات والرؤى التي تسعون إلى تحقيقها من خلال الملتقيات التي تنظمونها بالمملكة، وما مدى نجاح هذه التجارب؟
نحن نضع دائما أمام أعيننا هدفا أعلى وهو: تحويل مفهوم الجودة من مجرد نظرية إلى حقيقة ملموسة في الواقع، لا سيما أن المملكة تعتبر واحدة من أفضل دول العالم التي تستفيد من الأفكار التدريبية وتقوم بترجمتها على أرض الواقع، وتجاربنا في الدمام ونجران والقصيم والرياض حاليا في ينبع تؤكد نجاح تجربة المركز في المملكة في ظل الاستقرار الذي تنعم به بلاد الحرمين الشريفين والمنافسة الشريفة مع كبريات الشركات العالمية في مجال التدريب.
باعتباركم طرفا أصيلا في تنظيم ملتقى الاستثمار السياحي بمحافظة ينبع... كيف تنظرون إلى هذه التجربة وما توقعاتكم لها؟
أعتقد بأن ينبع محافظة واعدة في كل المجالات الاستثمارية والاقتصادية على وجه العموم، وهي لها تميز في الميدان السياحي والترفيهي بفضل الإمكانات الثقافية والتاريخية والموارد الطبيعية المنتشرة بها، الأمر الذي جعلها موضع اختيار موفق لإقامة هذا الملتقى الذي نعتقد بأنه سوف يشكل انطلاقة حقيقية للمحافظة في مجال الاستثمار بصورة عامة، والاستثمار السياحي على وجه الخصوص، ومن هنا نحن متفائلون تماما بنجاح هذا الملتقى وتحقيق أهدافه في ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به من قبل المسؤولين على مستوى المنطقة والمحافظة والغرفة التجارية في ينبع.
ملتقى حائل
علمنا أن المركز سيشارك في تنظيم ملتقى آخر بحائل، ما مدى صحة ذلك؟
نعم هذا صحيح، وقعنا اتفاقا لتنظيم ملتقى في حائل عن المخزون الطبيعي والتراثي والحياة الاجتماعية التي تتميز بها المنطقة، ويجري حاليا بالفعل التحضير لهذه الفعالية.
حدثنا قليلا عن البرامج التي يقدمها مركزكم للمتقاعدين والتدريب البحري؟
المعروف أن المتقاعد بعد تركه العمل يدخل مرحلة جديدة من حياته يحتاج فيها إلى تدريب خاص يجعله قادر على مواصلة العطاء ويتناسب مع عمره وفكره، وقد صممنا برامج خاصة لهذا الغرض وتجد قبولا وإقبالا كبيرا في جميع أنحاء العالم، أما فيما يتعلق بالتدريب البحري فإنه يشكل جانبا من العملية التطويرية للمركز للبيئة التدريبية، حيث يتم في قاعة في سفينة داخل البحر لمدة ثلاث ساعات يتلقى فيها المشاركون الحلقات التدريبية وسط جو مريح يساعدهم على استيعاب البرامج المطلوبة من الدورة التدريبية، ويزيد من نسبة التركيز لديهم، وقد أثبتت هذه التجربة نجاحا منقطع النظير.
الحوافز التشجيعية
تقدمون جوائز كبيرة وحوافز تشجيعية للمشاركين في الملتقيات والدورات التدريبية كما حدث في نجران والقصيم، ما الدافع لهذا التقليد؟
نحن لدينا خطة تدريبية نحاول من خلالها دعم المتدربين نفسيا ومعنويا عبر هذه الجوائز، ففي ملتقى نجران قدمنا سيارة برادو ومبلغ 80 ألف ريال لأفضل متدرب، كما طرحت جائزة أخرى في دبي للمتدربين شملت عشرة متميزين، وذلك يأتي في إطار سياسة المركز الرامية إلى تحفيز المتدربين وتشجيعهم على الاستفادة من البرامج المقدمة.
ما أهم ملامح الخطة المستقبلية للمركز في المملكة؟
نسعى إلى تحقيق وجود تدريبي مميز يواكب التطور الفكري والاقتصادي والمعرفي بالمملكة بجانب الاستفادة من كل العوامل الإيجابية للاستثمار والمشاركة من خلال البرامج المتعددة التي تقوم بها الجهات الحكومية في المملكة، خاصة برامج مكافحة الإرهاب التي تنظمها وزارة الداخلية السعودية التي وجدت صدى كبيرا خارج المملكة، واستقطبت انتباه عدد من المؤسسات العلمية بالولايات المتحدة الأميركية، ونحن بدورنا نسعى إلى المساهمة في نشر هذه التجربة الفريدة عبر عدد من الملتقيات التي ستنظم من أجل هذا الغرض في أميركا وعدد من الدول الأوروبية.
أخيرا ماذا يقول رئيس مجلس إدارة مركز الجودة الشاملة دكتور مصطفى الكامل عن المدرب السعودي؟
بدون مجاملة، المدرب السعودي لديه قدرات متطورة وصاحب تجربة كبيرة جعلت منه هدفا لمراكز التدريب العربية خلال السنوات الأخيرة، ومركز الجودة الشاملة تحديدا استفاد كثيرا من أسماء سعودية ضمن الملتقيات التي ينظمها مثل الدكتور عثمان الصيني، وغيره من المحاضرين السعوديين الأفذاذ.