أرجع الدكتور عبدالسلام الوايل تكوين بيئة بحث علمي في الجامعات الكورية إلى جملة من الظروف والعوامل، من أهمها مشاريع للبنك الدولي والمجلس الكوري للتعليم الجامعي ودور وسائل الاتصال والإصلاح الإداري للجامعات التي لم تكن مصممة لدعم البحث العلمي وإنما لأغراض أخرى لكنها لعبت أدوارا مهمة وبارزة في نمو الإنتاج العلمي، مشيرا إلى أن مشاريع البنك الدولي الأكثر أهمية من بين جميع العوامل، وكانت مصممة في البداية لدعم الدراسات العليا من أجل دعم الصناعة الكورية بالكوادر البشرية. جاء ذلك خلال ندوة النهوض العلمي السريع كوريا الجنوبية أنموذجا التي نظمها الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالرياض.
وأبان الوايل علاقة التطور العلمي الذي تحدثه الصناعة، لافتا إلى أن البحوث العلمية والتجارب للجامعات تأتي من بوابة التطور الصناعي الذي يعد محفزا للتطور العلمي. وقارن الوايل بين المملكة وكوريا في مجال الإنتاج في فترة السبعينيات والثمانينيات بحكم التشابه بينهما ومدى تأثيره في الوقت الحالي، وأشار إلى أن القفزة التي حققتها كوريا الجنوبية تعد مثالا واضحا للنهوض السريع بتطوير صناعاتها والأيدي العاملة مما أوجد بيئة خصبة في الجامعات للبحث، وإيجاد أقسام تدعم السوق الصناعي هناك لتصبح كوريا من الدول المتقدمة علميا، بينما اعتمدت المملكة بشكل كبير على استيراد المنتج الصناعي من الخارج في كثير من مؤسساتها دون أن تسعى لبناء الطاقة البشرية والصناعية التي تسهم بشكل غير مباشر في تقدم المجال العلمي. وقال الوايل: في البداية كان الاقتصاد الكوري زراعيا بسيطا، ثم تحول إلى صناعي. لكن الأهم هو التحولات داخل بنية الصناعة الكورية، من صناعات خفيفة إلى صناعات ثقيلة ثم صناعات التقنية المتقدمة. وفي فترة الصناعات الثقيلة في العقود الثلاثة الأولى من مسار التنمية، ركز الكوريون على صناعات الصلب والآلات الميكانيكية والبتروكيماويات وبناء السفن، ثم تم التحول إلى صناعات التقنية المتقدمة.