جدة: يمن لقمان

شهدت الملاعب السعودية خلال المواسم الأخيرة تفشي ظاهرة الانزلاق على الخصم في كرة مشتركة أو المهاجمة وهي الوصف القانوني لها تحكيميا، فلا تكاد تخلو مباراة كروية في جميع الدرجات من حضور حالة أو أكثر يقابلها قرار متردد ويفتقر للحسم من معظم حكام تلك اللقاءات، الأمر الذي يؤدي إلى إصابات خطيرة وجسيمة للاعب المنافس تصل أحيانا إلى إنهاء مستقبله الكروي.
وبعيدا عن اللاعبين، تتجسد خطورة ظاهرة الانبراش كما يطلق عليها بالعامية، في تفاوت تقدير الحالة نفسها بين حكم وآخر، وأحيانا إهمال، حيث تؤدي إلى احتكاك بالمنافس بطريقة غير مشروعة، مما يستوجب عليهم التشدد واتخاذ القرار بسرعة بديهة في معاقبة مرتكبها بعد تقدير طبيعة التدخل، إن كان بإهمال أو تهور أو استخدام قوة مفرطة، مما يتطلب وقفة جادة للحكام أنفسهم لإيقاف الظاهرة بتطبيق نص قانون اللعبة الذي يشدد ويحذر من التهاون في التعامل مع الحالات الخطرة على سلامة اللاعبين، دون أن نغفل أهمية نقاشها من مسؤولي الأندية والأجهزة الفنية وتثقيف لاعبيهم في الجوانب القانونية للعبة وما يستجد فيها.

ظاهرة تستوجب التدخل
• الانزلاق أو الانبراش ظاهرة خطيرة تحضر بكثرة في الملاعب السعودية ويجب القضاء عليها بتكاتف جهود اللجان والأندية.
• كان يفترض أن يتم دراستها منذ انزلاق مدافع المنتخب محمد الخليوي يرحمه الله ضد لاعب فرنسي على خط التماس ونال على إثرها البطاقة الحمراء في مونديال 1998.
• في المملكة يتم الانزلاق ليس على خط التماس فحسب بل أيضا داخل الملعب، وبعض النقاد يرون أنه غير متعمد، لكنه تهور يجب التصدي له.
• الحكم يعد مقصرا بتجاهله إشهار البطاقة الحمراء للاعب المنزلق لأن هذا النوع من التدخلات قد يؤدي إلى إصابة المنافس بكسر في الساق.
• تحدث حالات انزلاق عدة وكثيرة في مباراة واحدة معظمها غير اضطرارية وتكون بعيدة عن المرمى، وتكشف عجز المنافس وضعف أدائه وعدم قدرته على اللعب السليم.
محمد الدويش
محام ومستشار قانوني

عقوبات لجنة الانضباط
• القانون يحمي اللاعبين وعلى الحكم أن يطبق القانون لحماية اللاعبين داخل الملعب بما يملكه من قرارات وتوصيات يدونها في التقارير.
• لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم السعودي تملك القرارات التي تتضمن العقوبات اللازمة، حتى لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم لديها قوانين تطبقها في حالة ارتكاب الخشونة.
• للسلوك المشين محليا ودوليا عقوبات محددة، والأمر ينطبق أيضا على اللعب العنيف، تكمن في إيقاف اللاعب المرتكب للخطأ عددا من المباريات، وما عدا ذلك يعود للجنة الانضباط.
عمر المهنا
رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم

إصابة الركبة والكاحل والكتف واليد
• يعرف الانزلاق الكروي بأنه مد الساق للاستحواذ أو إبعاد الكرة من لاعب آخر، وتعد هذه المهارة من الحركات المثيرة للجدل، فعلى الرغم من أهميتها كمهارة كروية إلا أنها أحد أسباب حدوث الإصابة إذا ما استهدفت القدم اللاعب الآخر أو أدت إلى إسقاطه.
• يعد الاحتكاك خلال اللعب أو التمارين من الحوادث التي تؤدي إلى إصابات مختلفة تؤثر على على الكاحل أو الركبة، الأمر الذي يؤدي إلى التغيب عن المباريات من يوم إلى 10 أيام.
• تتعدد مسببات الإصابة في الملاعب الرياضية وتختلف بحسب المسبب، سواء كان اللاعب نفسه أو البيئة التي يلعب بها واللاعبون الآخرون أو مركزه في الفريق والطريقة التي يؤدي بها دوره في الملعب.
•عادة ما يصعب التكهن بها في حال ارتبطت هذه الإصابة بالأسباب غير الممكن التحكم بها، مثل الأسباب البيئية أو الخارجة عن إرادته، كالاحتكاك المباشر بسبب الانزلاق خلال اللعب.
• يختلف تأثير الاحتكاك ونوع الإصابة الناتجة عنه باختلاف طريقة حدوثه أو مدى قوة الاحتكاك، فقد تسبب بعض الانزلاقات الكسور للاعب الآخر أو تسبب تمزقا في أربطة الركبة أو الكاحل، ولا تقتصر الإصابات على الأطراف السفلية من الجسد، بل تصل إلى إصابات في الأطراف العليا كالكتف أو اليد إذا ما وقع ارتطام شديد بالأرض وحاول اللاعب تفاديه بمد اليد.
د. عثمان القصبي
أخصائي أول علاج طبيعي عظام وعضلات ومفاصل

تتطلب تحليلا سريعا
• هذه الحالة تسمى بالمهاجمة وتتطلب من الحكم تحليلها بسرعة بديهة وردة فعل سريعة، لأن بعض الحكام يرون أن نجاح اللاعب في استخلاص الكرة لا يستوجب العقاب حتى في حال مهاجمة المنافس.
• هناك احتكاك طبيعي ينجح اللاعب معه في لعب الكرة وعدم الاحتكاك بالمنافس، وهناك آخر غير طبيعي إذا تسبب في إصابة المنافس، الأمر الذي لا يعفيه من العقوبة حسب درجة قوة الدخول على اللاعب.
• الدخول بتهور يتطلب منح بطاقة صفراء، أما باستخدام القوة المفرطة فيتطلب الحصول على بطاقة حمراء.
• إذا لم يتخذ الحكم أي إجراء يجب أن تتدخل هنا لجنة الانضباط كإجراء قانوني مهم.
• إذا اتخذ الحكم إجراء داخل الملعب تكتفي لجنة الانضباط بعقوبة الحكم للاعب.
محمد فودة
حكم دولي سابق وخبير تحكيمي