مع اقتراب إعلان تخصيص الأندية السعودية رسميا، والمتوقع أن يتم تنفيذه في منتصف العام الحالي بداية بالأندية الجماهيرية، يترقب الوسط الرياضي الدور الذي سيلعبه أعضاء شرف الأندية مع إقرار هذه المرحلة التي ستشكل منعطفا تاريخيا في الرياضة السعودية، بيد أن خبير التسويق والاستثمار الرياضي، الدكتور طلال المغربي، توقع ابتعاد كثير من الشخصيات الرياضية المعروفة في حال لم يشتر أصحابها حصصا من أسهم أنديتهم، مبينا أنه باستثناء إقدامهم على تلك الخطوة سيعتمد استمرارهم على رغبة المالك في عدم الظهور والحضور، وبالتالي ربما يضع عضو شرف ممثلا له، كما يفعل الأمير عبدالله بن مساعد حاليا في نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي الذي يمتلك النصيب الأكبر من أسهمه بوضع جيمس فيبس ممثلا له.
إلغاء التزكية والانتخابات
وكشف المغربي أن إبقاء الشرفيين على صوتهم وسلطتهم بعد الخصخصة سيكون من خلال شراء حصص أسهم النادي، فيما سينتهي دورهم تماما في حال تملك النادي شخص واحد، بحكم إلغاء نظام التزكية والانتخابات بإقرار الخصخصة، مضيفا ليس بالضرورة أن يكون رئيس النادي حينها عضو شرف أو حتى شخص يحمل خلفية رياضية، بقدر ما يملك خبرة مالية وفكرا استثماريا لإدارة المشاريع، وهذا ما سيبحث عنه أعضاء مجلس الإدارة وملاك النادي كمستثمرين في اختيارهم لرئيس النادي، مبينا أن جميع الأمور الفنية والرياضية ستحال لإدارة كرة القدم وللمدير الفني، مثلما هو معمول به في أوروبا، حيث يضطلع الأخير تحديدا بمهمة التفاوض والتوقيع مع اللاعبين، وتختلف الآلية من ناد لآخر وفق الهيكل التنظيمي والإداري لكل شركة أو مجلس إدارة.
استبدال التبرعات بأسهم
وأشار المغربي إلى أن هذه الجوانب تعتمد على آلية تخصيص الأندية وملكيتها، مستشهدا بما يحدث في أندية الإمارات تعود الملكية في دبي بنسبة 90% لشخص والبقية أسهم، بينما في أبوظبي تكون النسبة الأكبر بطريقة أو أخرى للحكومة، وفي إسبانيا نجد أن ريال مدريد وبرشلونة لا يملكهما شخص بل مجموعات وأعضاء وجماهير، وهناك مجلس إدارة وجمعية عمومية، وفي إنجلترا تعود ملكية بعض الأندية لشخص واحد وأخرى لمجموعة أفراد وشركات ومستثمرين.
وأضاف يمكن لأعضاء الشرف أن يكونوا ملاكا للنادي من خلال شراء أسهمه، بدلا من تبرعاتهم مثلما يحدث حاليا، وبذلك يصبحوا أعضاء في الجمعية العمومية التي من حقها أن تحاسب مجلس الإدارة، علما بأن كل تبرعات أعضاء الشرف الداعمين للأندية مسجلة في الكشف المالي لكل السنوات الماضية، ومن الممكن أن يمنح نظام الخصخصة أولوية للداعمين في امتلاك الحصة الأكبر.
أدوار إدارية وفنية
وتطرق المغربي إلى دور الجماهير في مرحلة الخصخصة قائلا يكون هناك ممثل للجمهور الذي دفع مبلغا للاشتراك بعضوية النادي، ويمكن للمالك، سواء أكان شخصا أو مجموعة أشخاص أو شركات، أن يعين ممثلا له ويختار مجموعة من أعضاء الشرف الذين يملكون نسبة (من خلال تبرعهم بشراء أسهم بالنادي) بأن يكونوا أعضاء الجمعية العمومية وآخرين بمجلس الإدارة ويكون هناك مدير تنفيذي وفريق عمله لإدارة النادي.
مشددا على أن كل الأمور السابقة تعتمد على نوعية الخصخصة، وأشار إلى أن ريال مدريد مثلا يختلف عن ليفربول أو تشيلسي اللذين تعود ملكيتهما لشخصين يتحكمان فيهما، موضحا أن الأندية العالمية لديها مديرو تسويق ومال وتشغيل، تختلف أدوارهم عن المدير الفني - المدرب الذي يختص بالجوانب الفنية داخل المستطيل الأخضر ويوفر ميزانيتها مالك النادي.