تحولت معظم البيوت الدمشقية القديمة إلى مطاعم منذ مطلع 2000، إذ شهدت العاصمة حينها إقبالا عليها، نظرا لما يتميز به البيت الدمشقي من تركيبة عمرانية.
المقاهي السورية التي كانت مكانا لأشهر الكتاب والشعراء انتهى دورها الثقافي، وأصبحت أماكن للتسلية ولعب الورق والطاولة، بعد أن كانت يوما ما مكانا يرتاده معظم مثقفي سورية وضيوفها من الأدباء، تدار الجلسات الثقافية فيها، ويكتب بعض الكتاب إبداعاتهم.
بعض المطاعم وبعض المقاهي أخذت في الوقت الراهن دور الصالونات الأدبية في ظاهرة توسعت كثيرا، وباتت لافتة للانتباه.
من هذه البيوت بيت جبري، دار عدنان مردم بيك للآداب والفنون، وهناك رواق العرفي للثقافة والتراث الذي افتتح عام 2013 نسبة إلى الشيخ محمد سعيد العرفي الكاتب والشاعر.
وهناك مشروع سينجز في حي القنوات هو دار كتاب بلاد الشام الذي حول من منزل دمشقي صغير إلى مكان لتلاقي الشباب.
تقليد ببغائي
كان يا مال الشام أول الملتقيات الأدبية التي ظهرت خلال الأزمة، وكان هدفه تقديم الصورة الحقيقة للمجتمع السوري المتمدن، وحاولنا خلاله القول إن سورية بلد الشعر والموسيقى والذوق الرفيع، وانتشرت الملتقيات في أماكن عدة منها ما كان له خصوصية، ومنها ما كان مجرد تقليد ببغائي لم يقدم أي جديد، ولكن مع ذلك تظل ظاهرة إيجابية وضرورية جدا، أقمنا ثلاثة مهرجانات كان آخرها خلال هذا الشهر، وشارك فيه 72 شاعرا وشاعرة وموسيقيين ومغنين سوريين ومشاركات من لبنان، وموعدنا في أبريل المقبل في الدورة الرابعة من المهرجان.
أحمد كنعان
مدير ملتقى يا مال الشام
ظاهرة إيجابية
يمكن اعتبار هذه الظاهرة إيجابية بمختلف جوانبها، فهي تكسر رهبة الأماكن الرسمية التي يمكن أن يقف فيها الأديب ويرتادها المتابع. هي فسحة من أمل علينا تشجيعها لجعل الحياة مستمرة وتنبض بالثقافة التي اعتاد عليها السوريون، الأمسيات الثقافية في هذه الأماكن كالعملة لها وجهان، ربما لا أتفق مع البعض منها لقناعاتي وضرورة أن يكون الجو الثقافي فيه كثير من التذوق ليكون بديلا عن الصالونات التي سمعنا بها سابقا، ولكنها قد لا تكون مجالا مثلا لمناقشة رواية أو قضية ثقافية، هي فكرة جميلة لأمسيات أدبية خفيفة يمكن أن تعوض عن الفراغ، وتكون سبيلا لمن يريد إبراز موهبته.
نضال قوشحة
ناقد
امتداد للجمال
في زحمة الآهات والمنزلقات وتقطع الأوصال، في زحمة الخزي واللغة الكئيبة والحوار الناري لا بد لنا من لغة أخرى، لا بد لنا من حوار مع الحياة لنرمي حجرا في المياه الراكدة، لنوسعَ الدوائر قدر المستطاع لنلتقي حضارتنا التي أفلتت باتجاه الضياع، فحري بنا كمثقفين أن نلملم أنفسنا، نقفز وراءها ممسكين بها، بكل ما نملك من سلام، ولهذا الهدف الجميل، أرى أن المنتديات الثقافية هي التي تبرق بأسمائها أيا كانت، فالتظاهرة الثقافية هي التي تضفي جمالها على المكان، سواء كانت في المراكز الثقافية أو الصالونات أوالمطاعم والمقاهي، إن احتاج الأمر، فلا يضيرها أن تضفي وميضها على أي مكان، وأرى أن هذه الظاهرة انتعاش وامتداد للتظاهرة الثقافية التي أرقتها الحروب، بل هي امتداد للجمال بكل ألوانه الأدبية، وعلينا أن نشكر المقيمين على الملتقيات والمنتديات الثقافية، وأرى في دمشق القديمة المكان الجميل الذي يحتفي بحضارة بهية.
فردوس نجار
شاعرة