من الطرف للطرف، تتشابه البيوت.. أغلب المنازل التي تم بناؤها مع انطلاق قروض صندوق التنمية العقارية أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات مربعات صامتة.. ليس فيها أي روح!
لا أعلم من الشخص الذي قام بتصميم منازل السعوديين في تلك الفترة، فأصبحت نسخا مكررة، كربونية.
أود أن أسأله: لماذا لم تستعن بطلبة حصة الرسم في إحدى المدارس المتوسطة ليقدموا لك تصاميم أفضل!
واجهة البيت اليوم في حي المحمدية برفحاء هي ذاتها في حي الخالدية بالأحساء هي ذاتها في حي النخيل بتبوك! الاختلاف الوحيد هو في عدد السكان ونوع السيارات الواقفة أمام الباب!
خلال العقد الأخير، بدأت الروح تعود إلى الأحياء السكنية. أسهم انتشار المعرفة وسهولة الحصول عليها في هذا التحول الجميل؛ إذ أصبح العالم حارة واحدة.
أسهم في ذلك عشق السعوديين للسفر.. سافروا، شاهدوا شيئا مختلفا في شمال أفريقيا وشرق أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
أصبحوا يدخلون منازل مختلفة. واجهات جميلة. ثقافة عمرانية مختلفة. مؤكد أن ما نشاهده اليوم في أحيائنا السكنية لم يكن ليحدث لو كان الأمر بيد ذلك المهندس العربي الذي كان العمل لديه سلق بيض!
في منطقة القصيم، ينطلق الأيام القادمة ملتقى التراث العمراني الوطني. أعلم أن هذا الملتقى خاص بالآثار والمتاحف والتراث العمراني. لكن نستطيع إن أردنا أن نُدخل هذا الموضوع ضمن الموضوعات المطروحة في الملتقى.
يقول سمو أمير منطقة القصيم المثقف فيصل بن مشعل بن سعود، إن الملتقى يعد فرصة مهمة لإبراز المخزون التراثي في القصيم. ليت الملتقى كذلك يا سمو الأمير يقدّم مقترح انعكاس تراث كل منطقة على منازلها، بشكل أو بآخر.
يفترض في السياق ذاته، التنسيق مع وزارة الإسكان لحضور هذا الملتقى. واجهات المنازل جزء من هوية المدن.
كانت أحياؤنا متشابهة. علب كبريت متراصة، لا معنى ولا روح، ولا لمحة جمال. بدأت تغيّر وجهها. هذا تغيّر إيجابي، لكنه ناتج عن مبادرات فردية. سيكون أجمل بالتأكيد لو وجدت التشجيع والدعم بشكل رسمي.