قال أحد منسوبي سفارة المملكة بطهران، سعيد العمري، إن طفلته الصغيرة حلا عامان، قضت أقسى ساعات حياتها في طهران، بعد أن تعمدت السلطات الإيرانية قطع التيار الكهربائي عن السكن الخاص بالسعوديين، في ليلة كان الإرهاب سماءها والفوضى ظلامها.
وأوضح العمري أنه وزوجته انشغلا بتهدئة طفلتهما بقدر الإمكان، باستخدام إضاءة الهواتف، ومحاولة إلهائها بقطع من الحلوى، وبعض المشاهد الخاصة بالأطفال على يوتيوب.
العمري الذي أكمل عامه الخامس في الخدمة الدبلوماسية بإيران، أكد أن المظاهرات والاحتجاجات وانفلات الأمن في طهران أمر ليس مستغربا، إذ إن الحكومة الإيرانية باتت تحرض بشكل صريح على المملكة، فمن غير المستغرب أن تُقتحم السفارة من جماعات جاءت بشكل منظم ومدروس.
وأضاف، أن المظاهرات والمضايقات كانت شبه يومية، عندما دخلت قوات درع الجزيرة مملكة البحرين، وأن منسوبي السفارة اعتادوا رؤية الفوضى وانفلات الأمن في بلد لا يحترم المواثيق الدبلوماسية.
وأشار العمري إلى أن المظاهرات التي صاحبت دخول درع الجزيرة إلى البحرين، أوقفتها إيران عندما حذرها وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، بأن تكرار التظاهرات أمام السفارة سيجعل المملكة تسحب بعثتها، الأمر الذي جعل الإيرانيين ينسحبون ويسيطرون على الأمن.
وقال العمري: عادت الفوضى أمام سفارة المملكة، والوجوه هي ذاتها، إلا أن المناسبة تغيرت وهذه المرة كانت مع انطلاق عاصفة الحزم، وتراجعت حتى الأحداث الأخيرة التي صاحبت تنفيذ الأحكام بحق الإرهابيين الـ47.