أما وقد صدر الأمر، وكُلف الدكتور عبدالملك الشلهوب بترؤس أهم جهاز في عصر الإعلام المتسارع، فقد وجب علينا أولا الدعاء لهذا الرجل بالعون.
فالمهمة ليست سهلة، وخلال الأشهر الماضية حين كان الرجل مكلفا برئاسة لجنة تسيير أعمال الهيئة، فإنه بالتأكيد كوّن صورة متنوعة -ولا أقول متكاملة- عن أوجه القصور، واليوم هو رئيس لهذا الجهاز.
لذلك، أعتقد بل وأجزم أن الخطوات التصحيحية والتطويرية لا بد أن تدخل حيز التنفيذ، مع الأخذ في الاعتبار استنساخ التجارب الناجحة سابقا، كفصل القناة الإخبارية مثلا، ومحاولة تطبيق ذلك على باقي القنوات، بحيث تتحول إلى كيانات مستقلة تتحمل تطوير المحتوى، واختيار الكوادر بعيدا عن الروتين المميت.
على الرئيس الشلهوب الاستعانة بكوادر متخصصة ودماء شابة حتى لا نعود إلى المربع الأول!
لذلك، يجب أن يراهن على الشباب الطموح والموهوب الحقيقي، فالإعلام موهبة وشغف لا مجرد وظيفة مكتبية تقتصر على الحضور والغياب، فاستقطاب الكفاءات أثبت جدواه، وقد لمسته بنفسي مثلا في إذاعة جدة، حين تم استقطاب وتطعيم الكوادر والأصوات الإذاعية بجيل شاب من خارج المنظومة، فكانوا إضافة حقيقية، أفرزت لنا مخرجات متجددة غيرت عباءة الإعلان الرسمي الثقيل جدا والمبالغ فيه، كأداء إذاعي يذكرنا بالإعلام الكلاسيكي في العقود الماضية.