وليد آل مساعد

كل الأشياء الميتة التي أعرفها لا تبدو قابلة للعيش على الإطلاق، ولا أعرف شيئا ميتا سوى البحر الميت الذي درسناه في سابق عهدنا بالدراسة، ولم يكن لدينا أي شيء ميت ندرسه سواه! ولكن ومع اختلاف الأجيال تظهر نمطية التعليم الجديدة بأيامها ونشاطاتها، وأسابيعها الميّتة! كيف؟! هذا سؤال يطرأ دوما على بال من تعلم في السنوات الماضية دونما كلل وملل! حيث أوجد لنا هذا الجيل الحديث والمُتطلع -والذي عادة ما تجده حيا وحيويا مع كل جديد- أسبوعا ميتا، وهنا مكمن الغرابة!
الدراسة والعلم حياة يتعايش معها الطالب في كل المراحل المدرسية، فلا يُمكن قبول هذا الموت الاختياري قبل أي مرحلة اختبارات فصلية في العام الدراسي! لأن هذا الوقت تحديدا يُعد أكثر الأوقات لحصاد المعلومات المهمة التي يحتاجها الطالب في امتحانه. ويظل السؤال عالقا: كيف ظهر لنا هذا النمط الخامل في النسق التعليمي على مدار السنة، بل وفي المستويات الجامعية أيضا؟!
لماذا نقر طواعية بوجود ما يُعرف بالأسبوع الميت باعتباره خاليا من أي نشاط مدرسي قائم وهو ما يسبق الفترة الأكثر قلقا وتوترا على مستوى المجتمع الذي لا يخلو أي بيت فيه من طالب أو طالبة يخوضون غمار تحدٍ هو في الطريق إليهم وعليهم الاستعداد لمواجهته؟! لماذا نسمع دائما بأسبوع ميت بعد الإجازة وأسبوع آخر ميت قبل الاختبار وثالث لا أعلم حقيقة أين سيُوجد ومتى سيُفاجئنا به طلاب المدارس في وقتنا الراهن؟
أجزم أنه من الغريب والمضحك أن نعترف بأن هذه الأسابيع المتوفاة عائدة بفوائد جمة لبيئة التعليم أو حتى لمنسوبيه أو للطالب نفسه. هذه ابتكارات اجتماعية ألقتها شريحة عظمى من الطلاب، وانسحبت -مع الأسف- على واقعنا التعليمي بحاضره المتجدد! وهو شيء أقرب ما يكون إلى التبلد الجماعي منه إلى استرجاع المعلومة في ذهنية تموت أسبوعا وفق إرداتها، ثم تُحاول العيش من جديد في لحظة امتحان!