لم يكن انفجار السفارة العراقية في بيروت انفجارا عاديا، فقد كانت في هذه السفارة بلقيس زوجة نزار قباني الذي مات وهو يظن أن حزب البعث هو من قتل حبيبته، ولم يعلم أن قتلة بلقيس هم الجناح العسكري لـحزب الدعوة، يد إيران النجسة في المنطقة، والذي أصبح رجاله رؤساء، أشهرهم نوري المالكي، وهو المتهم الرئيس في الجريمة.
وبحسب قناة الجزيرة وصحيفة المستقبل سيتم ملاحقته دوليا من عائلة بلقيس الراوي زوجة نزار قباني.
في هذه الجريمة، نجد أن حزب الدعوة لم يعلن أنه خلف هذه الجريمة التي وقعت في الثمانينات، بل لم يعلن مسؤوليته عن كل جرائمه من قبل، رغم اعترافهم بوجود جناح عسكري تدرب في إيران، ووصلت به خيانة الأمة أن قاتل مع الجيش الإيراني ضد جيش العراق.
المتتبع لجرائم إيران وحزب الله وحزب الدعوة العراقي، يتأكد لديه أنهم يتبنون استراتيجية تهدف إلى القتل والتدمير بصمت بالغ، غير عابئين بمسألة التباهي بالقوة والوحشية كما تفعل داعش مثلا.
إن هذه النزعة لديهم بالتركيز على تحقيق الهدف فقط دون أي اهتمام بالصيت يدفعنا إلى التساؤل: هل أوصلت هذه الاستراتيجية تلك العصابات إلى استهداف شباب ممن اعتبروهم عدوا أوليا لهم -مثل السعودية-، وتجنيدهم بحيث يظن هؤلاء الشباب أنهم يعملون لأجل دينهم وملتهم، وهم مجندون لخدمة الفكر الإيراني الإجرامي؟
إن التحقيقات التي أجرتها لجنة أميركية حول 11 سبتمبر برئاسة توماس كين الحاكم الجمهوري السابق لولاية نيوجيرسي، أثبتت تدرب عناصر من القاعدة في إيران ولبنان، كما وضح حجم العلاقة بين القاعدة وإيران، والذي وصل مؤخرا إلى تعيين سيف العدل زعيما لـالقاعدة، وهو المعروف بعلاقاته مع إيران، كما تثبت ذلك اعترافات وزير العدل العراقي بإطلاق الإرهابيين من سجون عراقية، وما تم من تسليم الموصل إلى داعش بأمر من نوري المالكي، ومعها معدات الجيش العراقي من أسلحة وجيوب ودبابات، بل وفي حالات أخرى شاهد الناس فديوهات يخلع فيها جنود عراقيون ملابسهم العسكرية لعصابة داعش.
إذا كانت هذه الأدلة في الأعلى وضحت وثبتت بتحقيقات عراقية وأميركية؛ فكيف تم إخضاع شبابنا لـداعش والقاعدة؟
لقد قال والد سعد الإرهابي -قاتل ابن عمه- عبارة مهمة: إن والدة سعد قالت إن أبناءها مسحورون، وفي الحقيقة الأمهات دائما يعرفن كل شيء.
الأب قال أيضا إن: سعد ليس من مرتادي المساجد، وأنه مدمن إنترنت، وهذا يذكرنا بالأستاذة الجامعية التي هربت من الرياض مع صغارها والتحقت بالزرقاوي في العراق، إذ كانت أميركا أشعلت حربا شرسة هناك، مما يجعل الأمر غير منطقي، فكيف تقدم أم بكامل قواها العقلية على أخذ أطفال إلى جبهة قتال، ومثلها اللاتي قبض عليهن على الحدود اليمنية؟!
هناك جامع وحيد لكل هؤلاء، سعد وأخيه والنسوة، وهو الإنترنت. لقد تعرض سعد وكل هؤلاء المراهقين والنساء لشيء ما قادر على اختطاف عقول المراهقين والنساء عبر الإنترنت، فما عسى أن يكون؟
في الستينات صنعت المخابرات الأميركية بالتعاون مع مجموعة من العلماء ما يسمى بـMKULTRA CIA's mind control program.
تشير بعض المقالات التي تتحدث عن هذا البرنامج أنه صنع أولا في المختبرات النازية، ثم انتقل إلى أميركا مع ألف عالم ألماني، استطاعت أميركا الحصول عليهم بعد الحرب العالمية الثانية.
طورت المخابرات الأميركية البرنامج ليستطيع التحكم في السلوك الإنساني بشكل فردي أو بشكل جماعي، إذ يتم السيطرة على الجماهير عبر السينما مثلا، أما الفنانون فإن سلوك بعضهم المنحل هو نتيجة لتطبيق هذا البرنامج عليهم، ليؤدوا مشاهد ويقوموا بتصرفات ويرتدوا أزياء مبتذلة في الطريق العام وعلى الشاشات لا يؤديها الإنسان في وعيه، مثال ذلك الممثلة مايلي سايرس وأيضا كايت بيري. أيضا هناك من تحدث كثيرون عن ارتكابه جرائم بعد وقوعه تحت تأثير البرنامج، وأشهرهم سرحان بشارة الشاب الفلسطيني الذي أطلق النار على روبرت كيندي في أحد الفنادق، وهو الذي عرف عنه الخجل وضعف العقل، ولم يصدق أحد كيف تجرأ على جريمة كهذه، خاصة أن الكاميرات التقطت وجودا مكثفا لرجال الاستخبارات الأميركية في المكان، ما عزز فرضية أن الفتى الفلسطيني تعرض لبرنامج MKULTRA.
هل وصلت إيران إلى هذا البرنامج عبر روسيا، ثم سلمته إلى الإرهابيين؟ هل تطور هذا البرنامج لدرجة قدرته التأثير عبر الإنترنت؟
لقد مضت سنوات طويلة منذ البدء في استخدامه، فمن يدري عن قدراته اليوم، ومن يملكه حاليا، ومن هم ضحاياه، وهل سعد كان أحدهم؟
أسئلة نطرحها نحن، وتجيب عنها المراكز البحثية، لعلنا ننقذ ما يمكن إنقاذه.