العواصم: علا عباس، الوكالات

في وقت أكدت تركيا، أول من أمس، دعمها لحل سياسي بسورية يقوم على تنحي بشار الأسد، بعد تسليم كافة صلاحياته للحكومة الانتقالية، وذلك في أعقاب قرار مجلس الأمن 2254 الذي صدر الجمعة الماضية، بشأن خارطة طريق تتضمن وقف إطلاق النار، وإجراء مفاوضات سياسية بين المعارضة والنظام، قتلت الطائرات الحربية الروسية، أمس، عشرات المدنيين وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب البلاد. وقال عمال الإغاثة إن ست ضربات جوية على الأقل أصابت سوقا في قلب المدينة، وعددا من المنشآت الحكومية والمناطق السكنية، مشيرين إلى أن الغارات الروسية خلفت 43 حالة وفاة مؤكدة، بينما توجد 30 جثة أخرى على الأقل تم انتشالها ولم يتم التعرف عليها بعد.
وكانت وزارة الخارجية التركية، قد أشارت في بيان إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي يتضمن عملية انتقال سياسي بجدول زمني يستند إلى بيان جنيف، لتشكيل حكومة انتقالية تملك كامل السلطة التنفيذية عن طريق إجراء المفاوضات بين الأطراف السورية.
وشدد البيان، على أن الأمن والاستقرار في سورية لن يتحققا إلا بإجراء انتخابات عادلة وحرة، تمكن الشعب السوري من فرض إرادته بشكل مباشر، وتفويض الحكومة الانتقالية كامل الصلاحيات، وانسحاب عناصر نظام الأسد الملطخة أياديهم بالدماء.

تباين ردود الفعل
تواصلت ردود الفعل المتباينة، أمس، حول قرار مجلس الأمن المتعلق بسورية، ففيما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن ترحيبه بصدور القرار الذي فتح المجال للمرة الأولى بأن تكون هناك فرصة لمعالجة جدية للأزمة، رأى بعض المراقبين أن قرار مجلس الأمن يظل جيدا من حيث الشكل فقط، لأنه يركز على مخرج سياسي للأزمة، إلا أن عدم تحديد مصير الأسد ربما يكون عقبة في تنفيذ خارطة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار بسورية.

تجاهل مصير الأسد 
ذكرت تقارير فرنسية أن قرار مجلس الأمن جاء وسطيا، حيث تجاهل كليا مصير الأسد. ومع ذلك، وفر إطارا قانونيا لخارطة الطريق، ومهَّد لتشكيل حكومة بعد الكثير من المعاناة، للشعب السوري. وأشارت التقارير إلى أنه في ظل دعم روسيا لنظام الأسد، فإن وقف إطلاق النار لن ينهي الحرب في سورية، فضلا عن أن القرار الدولي لا ينطبق على الأعمال الهجومية والدفاعية ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وبعض الجماعات المسلحة.
وأشارت التقارير إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول قرار مجلس الأمن، وقوله هناك نقاط اختلاف عديدة وغموض حول إمكانية تحويل الإجماع الذي تحقق إلى تغير حقيقي على الأرض.