تمتزج فنون الإبداع في معرض الكتاب، ليجد الزائر نفسه في رحلة مبتدؤها الكتاب والحرف ومنتهاها الفن التشكيلي، الذي ينفرد في زاوية قصية من المعرض بمثابة استراحة محارب لمحبي الكتب، لتكون تغذية بصرية بجمال صنعته أنامل محلية.
تستقبل الزائر أكبر لوحة في المعرض، استغرق تنفيذها خمسة أشهر، للفنان عبدالله حمّاس، وما أن تحط العيون عليها حتى يعرف المتذوق بشكل مباشر بأنها تحمل بصمات حمّاس ولكن هذه المرة اللوحة مختلفة عن لوحاته التي دائما ما يستوحيها من الطبيعة العمرانية لبيوت الجنوب، وهي ثالث لوحة يستخدم فيها حماس هذا الأسلوب وقال لـالوطن: تلقيت اتهاما بأني لا أستطيع تنفيذ لوحات ذات اللون الواحد. لأني صرت معروفا لدى الآخرين بجمال الألوان وتعددها، فقررت من خلال المعرض أن أقدم لوحة تمثل التراث الموجود في المنطقة الوسطى. بألوانه الترابية والزخارف الهندسية وتناسقها، التي نجدها في الحوائط داخل وخارج المنازل الطينية.
وعن حجم اللوحة الكبير أوضح حمّاس: تعمدت أن يكون مقاسها ثلاثة أمتار في مترين لأثبت بأن لدي قدرة السيطرة على المساحات مهما تكون، وعن معارض الفن التشكيلي على هامش معرض الكتاب، يوضح حماس قائلا: لا أؤيد إقامة معارض مع أي نشاط آخر. المعارض يجب أن يكون لها وضع خاص.
تنوع المعرض يكشف ذائقة المتلقي
فيما كان للناقد والفنان التشكيلي عبدالله إدريس رأي آخر، معبرا عن أهمية أن تشمل أي تظاهرة ثقافية مناشط إبداعية متعددة وهو ما نشهده في مناسبات عدة، وفي معرض الكتاب الحالي كانت هناك فعاليات علي هامش المعرض، منها مسرحيات وندوات وأمسيات شعرية ومعارض فنية في التشكيل والتصوير الفوتوجرافي والخط العربي.
وأضاف إدريس: مشاركتي اجتهاد شخصي ومبادرة من بعض الفنانين، حرصنا على التنوع في تقديم الأعمال، بحيث يكون الهدف تقديم ثقافة جمالية لجمهور متنوع ربما لم يشاهد من قبل أي عمل فني فقدمت له أعمالا جمعت الواقعية والتعبيرية والسيريالية وانتهاء بالتجريدية، وهناك بعض الملاحظات على طريقة العرض وتزاحم الأعمال لظروف المكان والزمان.
وعن مستوى ذائقة الزائرين قال إدريس: بعض الزوار للمرة الأولى يشاهد عملا فنيا، لكن مستوى الوعي بالعمل الفني موجود ولكنه محمل بثقافة بصرية مسبقة هي نتاج الواقع الثقافي السائد والتعليم عبر المدرسة والمؤسسة المسؤولة عن مثل هذه الثقافة.