كشف أستاذ علوم الحاسب في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الأحساء الدكتور محمد سعيد أن 88 % ممن جندهم تنظيم داعش الإرهابي تم استقطابهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعزا خطر الإرهاب الإلكتروني لسهولة استخدامه، مع شدة أثره وضرره.
وقال الدكتور سعيد، في بحث طرحه أول من أمس في مؤتمر أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن، الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإٍسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء، أن أنظمة أمن الشبكات في المملكة من أكثر الأنظمة التقنية سرعة وتطوراً، بيد أنها ما زالت تعاني كثيرا من الثغرات، وعدم القدرة على مجاراة الجرائم، والاختراقات الإلكترونية المتسارعة، وبالتالي أصبح الإرهاب الإلكتروني هاجساً يخيف الدول والمؤسسات والأفراد.
مواقع إرهابية
صنف الدكتور سعيد المواقع الإلكترونية الإرهابية إلى خمسة أصناف، وهي، مواقع تنشر الفكر التكفيري الضال، وتحاول استقطاب الناس إليه، وأخرى تهاجم وتشوه أصحاب المنهج الصافي السليم من علماء ودعاة، وتشكل هجوماً كثيفاً ضدهم، وثالثة تنشر صوراً وأفلاماً لعمليات إرهابية وتفجيرات مخرجة في قالب بطولي، واستغلال ذلك في استمالة عواطف الشباب، وتأجيج حماسهم تحت ذريعة حالة الأمة، ورابعة تعلم الناس طرق اختراق المواقع وتدميرها، وكيفية تصفح المواقع المحجوبة، وخامسة تعلم الناس كيفية صناعة المتفجرات واستخدامها.
وأكد أن الإنترنت أصبح بيئة مناسبة لالتقاء أصحاب الفكر المنحرف والإرهابيين، واستقطاب كثير من الناس لمنهجهم، وأفكارهم، خاصة مع المزايا المختلفة التي تقدمها الشبكة مثل غرف المحادثة، وغرف البث الصوتي، ومنتديات الحوارات.
سمات مشتركة
أوضح أستاذ علوم الحاسب أن المواقع الإرهابية تشترك في عدة سمات، وهي الشكل الفني للتصميم وتقسيم الموضوعات، وتوفر الخدمات، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، والتحديث المستمر، ومواكبة الأحداث والتعليق عليها، واستقطاب كتابات وفتاوى علماء أو طلبة علم معروفين، ونشر البيانات، والخطب والمواد الجديدة التي يقدمها قادة التنظيمات، وصناعة نجوم من هذه المنتديات ومؤازرتهم، وتوفير مواد سمعية ومرئية، وتشجيع كتاب مذكرات شاركوا مواقع مضطربة لإلهام الشباب وتحفيزهم، وتقديم شرح مفصل لاستخدامات البرامج ورفع الملفات للمواقع المجانية، وكذلك تقديم سلة من الخيارات لزائري بعض المنتديات مثل الأسرة والصحة، إضافة إلى ترجمة هذه المواقع إلى عدة لغات وبدقة عالية.
وأبان الدكتور سعيد أن أساليب تجنيد الشباب من المواقع الإرهابية، وهي: الدعوة إلى القيام ببعض الأعمال مثل إنكار مظاهر الفساد في المجتمع، وزعم تحلل المجتمع لتحرير دوافع الاعتراض، وتشكيل الاتجاه المتطرف لتغيير هذه المنكرات –على حد زعمهم-، والدعوة الحماسية من خلال نشر صوتيات ومقالات المخالفين.