في مقطع راكب التاكسي الوقح، الذي انتشر قبل أيام، كانت كلمة الراكب التي استخدمها لتهديد السائق (وقف عند الدورية)، هي الكلمة التي يفترض بها أن تكون ضده وليست معه، وكان ينبغي للسائق أن يفرح بهذا الطلب على اعتبار أن الشرطة سوف تنقذه من هذا الداعشي المتوحش، فلماذا انقلب الحال وخاف السائق من الشرطة؟ نحن أمام فرضيتين، إما أنه فقد الثقة في إنصاف الدورية له قياسا على مواقف ربما مر بها، أو أنه خائف من الشرطة لاعتقاده أنه ارتكب ما سوف تعاقبه عليه، وفي كلا الحالتين، هي صورة من فقدان الثقة لدى البعض، ولذلك يجب أن تبنى الثقة بين الوطن وأبنائه بشكل قوي.. فهذا المقطع حقيقة يوضح ما وصل إليه الحال من انحدار في القيم والمفاهيم واتساع في الثغرات التي يمكن للفكر الداعشي النفاذ منها والنمو والاستشراء، ما حدث لم يكن بين رجل سني وآخر شيعي، وإنما هو بين فكر داعشي مريض وجد أمامه لقمة رافضية سائغة كما يتوهم، وتراكما مجتمعيا وتراثيا وثقافيا أنتج مثل هذه الصورة.
لكن ما حدث من تفاعل الجهات الأمنية، وسرعة وحكمة ولاة الأمر في الرد الحاسم على مثل هذه المواقف، هو فقط ما سوف يصحح أخطاء هذه الصورة.