تعد فئة اليافعين من الفئات التي ليس لها نصيب وافر من حركة التأليف المحلية، فنحن أمام كتاب للأطفال، أو كتاب للبالغين، المرحلة المتوسطة بين هذين التصنيفين، فئة قد لا تجد العديد من الإصدارات لها، فهل السبب بذلك الاعتقاد السائد أنها فئة لا تقرأ؟ أم السبب أنه لا توجد تصنيفات للكتب توجه هذه الفئة للكتب المناسبة لعمرها؟ فالإشكالية إما أنهم يقرؤون كتب الأطفال التي لا تشفي فضولهم وبالتالي تسبب لهم عزوفا عن القراءة، أو كتبا أكبر من سنهم ولها تبعاتها على عقولهم، والأهم من ذلك قراءة كتب اليافعين المستوردة من بيئات مختلفة ومجتمعات لا ينتمون إليها.
إهمال الفئة
تقول صاحبة دار نشر الدكتورة ثريا بترجي: لا أعتقد أن الكتّاب العرب خاصة السعوديين، يبذلون الجهد الكافي في الكتابة لفئة اليافعين بلغة تجذبهم، ومواضيع قريبة من اهتماماتهم. يتوهم غالبية الكتّاب أن هذه الفئة العمرية لا تقرأ، ربما يكون هذا هو أحد أسباب قلة حركة التأليف لهم. وأضافت إنها فئة مليئة بالفضول ومتلهفة للقراءة إذا ما وجدت الكتاب المناسبة لها.
وللحديث عن أثر انصراف هذه الفئة العمرية للقراءة في كتب من بيئات مختلفة قالت بترجي :من المؤسف أن نعترف بأن ثقافة أبنائنا بمجتمعاتهم وبيئتهم المحلية أصبحت ضعيفة جداً، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها الإعلام الأجنبي ووسائل الترفيه الأجنبية المتاحة والجاذبة، وبالتأكيد اعتمادهم في قراءاتهم اللامنهجية على الروايات الأجنبية أو المترجمة لم يساعد في تعريفهم بخصائص بيئتهم وموروثهم الثقافي. والنتيجة التي ستصل إليها هي غياب القدوات العربية والإسلامية من حياتهم. وتعلقهم بنمط الحياة الأجنبية التي يطلعون على تفاصيلها بدقة، وتابعت:فلا نستغرب المفاهيم المغلوطة المنتشرة بين فئة اليافعين، أو الاحتفالات البعيدة عن بيئتنا العربية والإسلامية، وأن دار كادي ورمادي، حرصت على وجود مؤلفات لليافعين، مثل سلسلة بيزارو وقراصنة البحر، ودراجونير.
مشكلة التصنيف
تؤكد الكاتبة السعودية أروى الخميس التي تأهلت إلى القائمة القصيرة لجائزة اتصالات الإمارات لكتب الأطفال، وجاء ترشيحها في فئة كتب اليافعين، أن هناك كتبا عديدة تصلح لأن تكون لليافعين، لكننا لا نصنفها كذلك، وهناك مجهودات فردية للتأليف لهذه الفئة لكن لا توجد سلسلات مخصصة لهم، وللحديث عن كتابها حفلة شاي في قصر سندريلا. قالت: هدفي في تأليف كتابي هو تقديم القصص العالمية الكلاسيكية برؤية ونمط محلي، بعيدا عن تأثير ديزني وطريقتها في عرض هذه القصص العالمية، وكثير من اليافعين الذين سيقرؤون الكتاب سيكونون مرتبطين بهذه الشخصيات كونها من طفولتهم.