أشرقت شمس عام هجري جديد، وكنا للتو نستقبل شمس عيد الأضحى المبارك تناغما مع يومنا الوطني الخامس والثمانين، ومتجهين نحو منظومة سعودية ترفل في ثياب العزة والشموخ للعام السادس والثمانين من وحدتنا واستقرارنا، راحة ضيوف الرحمن الهدف الأساسي، ومرور ذكرى وحدة الوطن وعام جديدة يعني للمجد السعودي بقية.
الاستقرار السياسي وصل ذروته ونحن نتابع مسيرة البناء الداخلي بهدوء وانسجام من فضل الله علينا.. حوالي ثلاثة ملايين حاج يتنقلون بيسر وسهولة وكل أجهزة الدولة تسعى إلى توفير أعلى درجات الخدمة لهم. أكثر من عشرة ملايين مقيم يعيشون بيننا ويوفرون لأسرهم في بلدانهم القوت، منهم مليونا يمني ومثلهم من سورية يعيشون بيننا إخوة لهم حقوق وعليهم واجبات، ويمارسون حياتهم اليومية الآمنة الشريفة. أكثر من عشرة ملايين معتمر على مدار العام يأتون من كل فج عميق. نخوض مواجهة عسكرية في الحد الجنوبي وتأهبا ويقظة في الشمال والشرق، قصور الأفراح تعج بالمحتفلين والمجمعات التجارية تشهد الزحام ليلا ونهارا.. ومتنزهات وحدائق تستقبل المتنزهين وشواطئ آمنة ومرتفعات ساترة ومشاريع بمئات المليارات وتطلعات مستقبلية وجامعات ومدارس وعز وشموخ.. ومكافحة إرهاب وتصدٍّ للمخدرات وبناء طاقات شبابية. يربط بين هذه الجهات الأصلية والفرعية رابط الاستقرار السياسي، فمنه وفيه يتم البناء والسيطرة، بينما الدول التي فقدت الاستقرار السياسي فقدت كل مقومات الحياة البشرية السوية.
نستقبل عامنا الجديد في مسيرة السعودية 86 بطموحات وآمال وتطلعات مواكبة لرتم الحياة السعودية، ونسعد بنتائج عاصفة الحزم، ونرفل في ثياب مشاريع الخير والنماء، وندعو للأمتين العربية والإسلامية بالاستقرار السياسي، فهو محور الحياة الآمنة، وبدونه تعصف بنا همجية الربيع والفوضى الخلاقة. الخوف كل الخوف من تفصيل أعدائنا لنا إسلاما يناسبهم، لا يناسبنا.