ما الذي يحدث في العالم اليوم؟ إلى أين ستصل بنا التقنية؟. لا أدري، ولا أظنك تدري!
من يصدق؟ أصبح بمقدور كل إنسان يعيش على هذا الكوكب أن يمتلك تلفزيونه الخاص به!
ولو قلت لمعارض سياسي في دولة ما، أو شخص ممنوع من الظهور في التلفزيون، قبل عشرين سنة: لست في حاجة لكل هذه التلفزيونات يا عزيزي، وستمتلك تلفزيونك الخاص بك مجانا، لتقول فيه ما تشاء، وتعرض ما تشاء، وتستضيف من تشاء.. هل كان سيصدق؟!
بالطبع لا، ما يحدث تسارع تقني مذهل، وما يزال يستعصي على الإدراك والاستيعاب.
سأتحدث عن برنامج التواصل الاجتماعي سناب شات -snapchat- مشروع البحث الذي ابتكره طالبان في إحدى الجامعات الأميركية، من شقة صغيرة قبل أربع سنوات. ليصبحا اليوم ضمن أثرياء العالم. تتجاوز قيمة التطبيق أربعة مليارات دولار، تزداد كل دقيقة!
يزحف السعوديون نحو هذا الموقع الاجتماعي المؤثر بشكل لافت. عرض يومي مباشر، ومسجل، باستطاعتك أن تشاهده مرات عدة خلال الـ24 ساعة. حتى أصبحوا يحتلون المركز الأول في خارطة الشرق الأوسط، والثاني عالميا. هذا المجتمع فرس رهان!
السباق نحو هذا الموقع شمل كثيرا من مشاهير الدعوة والرياضة والفن والإعلام. الاستفادة من هذا الموقع ذكاء متقدم. آخر الوالجين خلال باب سناب هو الشيخ عايض القرني. ترك ملايين تويتر خلف ظهره، وصعد حافلة سناب شات!
وما زلت أسأل: من الذي يحرص على مشاهدة التلفزيون غير مضطر؛ بعدما استبدل الناس الريموت كونترول بأجهزة الهواتف الذكية؟ من الذي يشاهد التلفزيون كالسابق؛ حينما كان وسيلة الترفيه والمعلومة الوحيدة؟!
لا أطالبكم بالصعود إلى حافلة سناب شات، أنا على يقين أنكم ستضطرون للصعود يوما. لكنني أطالب كل القائمين على قنواتنا التلفزيونية، أن يدركوا اتجاهات العالم اليوم. الناس هناك في العالم الافتراضي. الحقوا بهم. خاطبوهم هناك. الذي صعد الحافلة المكيفة، لن ينزل لركوب الجمل!