وضع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وحلفاؤه الأقرب في الحكومة خطة مكونة من أربع نقاط لبقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، وتم إرسال دبلوماسيين لحشد دعم الـ27 دولة -الأعضاء بالاتحاد الأوروبى- لاتفاق جديد بين بريطانيا وبروكسل، قبل إجراء استفتاء في المملكة المتحدة حول البقاء في الاتحاد أو الخروج منه، وستحاول الحملة الجديدة إقناع الناخبين باختيار البقاء في الاتحاد الأوروبي بعدما بدأ الراغبون في الانسحاب من أوروبا عملية مضادة الأسبوع الماضي.
مصادر في الحكومة البريطانية ترى أنها واثقة من إمكان إيجاد وسيلة لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبى بشروط أفضل للعضوية، إذ تشمل الخطة إجبار بروكسل على الإدلاء بتصريح بأن بريطانيا ستبقى بعيدة عن أي تحركات لإنشاء دولة أوروبية عظمى. وسيتطلب هذا إعفاء بريطانيا من المبادئ التأسيسية لاتحاد أكثر ترابطا.
وتشمل الخطة أيضا بيانا صريحا بأن اليورو ليس العملة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وتوضيح أن أوروبا اتحاد متعدد العملات. وتريد الحكومة البريطانية إعلانا لحماية وضع الجنيه باعتباره العملة الشرعية التي ستكون موجودة دائما.
هذه الخطة تشمل أيضا نظام البطاقة الحمراء لاستعادة القوة من بروكسل إلى بريطانيا، هذا النظام يمنح البرلمانات الوطنية القوة لوقف التوجيهات غير المرغوبة، وإلغاء القوانين غير المرغوبة التي أصدرها الاتحاد الأوروبى.
أما النقطة الرابعة والأخيرة في الخطة، فتنص على تأسيس هيكل جديد للاتحاد الأوروبي نفسه، فينبغي أن يتم إعادة تنظيم الاتحاد لمنع الدول التسع الواقعة خارج منطقة اليورو من أن تهيمن عليها الدول الـ19 الأخرى الواقعة ضمن تلك المنطقة مع حماية خاصة لمدينة لندن.
ويعتقد الديبلوماسيون أن هذه الخطة تمثل الاتفاق الأكثر احتمالا الذي يمكن تحقيقه، لأنه من الصعب جدا التفاوض على حل مقبول للدول الأعضاء في الاتحاد وأيضا للمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبى.
أما المعارضون، من بينهم وزراء في الحكومة من حزب المحافظين، فلن ترضيهم الخطة على الأرجح، لأنها لا تشمل تغييرات ملزمة قانونا في الاتفاقات التي تحكم الاتحاد الأوروبى. إلا أن شخصيات حكومية قالت إنه لا يوجد وقت كاف لإجراء تغييرات في المعاهدات قبيل الاستفتاء المقرر إجراؤه قبيل نهاية 2017.
أحد الوزراء البارزين، يرى أن شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لا يشكرونها، ويعتقدون أننا فقدنا عقلنا لأن الشيء الذي يخشونه جميعا هو إجراء استفتاء على أوروبا، لكنهم يعترفون الآن أننا جادون، وأن الأمر يحدث ولا يوجد مخرج. ويدركون أننا يجب أن نحارب معا لو أرادت بريطانيا أن تبقى في الاتحاد الأوروبي.