هجمات باريس جاءت نتيجة أخطاء الدول الكبرى التي تجلت بوضوح في غزو الولايات المتحدة للعراق، وما نتج عنه من ظهور للعنف الطائفي، وتهيئة الظروف المناسبة لبروز التنظيمات الإرهابية، ومنها القاعدة، وداعش في مرحلة لاحقة. إضافة إلى تقاعس العالم في معالجة كثير من الإشكالات والأزمات، مثل إيجاد حل عادل للأزمة السورية، ومنع الأسد من مواصلة المجازر بحق الشعب السوري، الأمر الذي دفع كثيرا من اليائسين إلى الارتماء في أحضان التنظيمات المتطرفة، فالأسد زرع بذور التطرف.
هذا خلاصة ما خرج به الأستاذ في المعهد التقني الفيدرالي العالي في لوزان جاك ليفي.
وقال ليفي تنظيم داعش الذي شن هجمات إرهابية على باريس في 13 نوفمبر الجاري، من أعداء الحداثة والمصابين بالفوبيا المجتمعية، أولئك الراغبين في إبادة الآخر، والذين يدافعون عن عالم يعيشون فيه وحدهم فقط، عالم مبني على عدم الثقة والكراهية تجاه كل العالم.
المثالية الفرنسية
أوضح ليفي أن السياسة الخارجية الفرنسية تبنت النهج المثالي، لترسيخ قيم سياسية عالمية متفق عليها، مما جعلها تدفع ثمن موقفها الذي بدا استعراضيا، في الوقت الذي تراجع حليفها الأميركي، نازعا كل أسلحته السياسية، مبينا أن الحفاظ على نظام بشار الإجرامي، سمح بظهور روسيا في هذا البلد وصعود تنظيم داعش الذي يمتلك موارد وامتيازات مشابهة لما تمتلكه الدول، تساعده على تنفيذ هجمات في مناطق أخرى، وفرض السيطرة عليها، وبث الرعب لقيادة بقية التنظيمات المتطرفة.
نظام حماية أوروبي
لمواجهة هذه الأزمة، يرى ليفي أن على أوروبا أن تقدم نظام تعزيز مزدوج، يحمي مواطنيها ويعزز القيم التي تجسدها، وأن يكون اللاجئون موضع ترحيب، والحفاظ على الحدود، ومطاردة الإرهابيين، وتعزيز أوروبا عبر جعلها لاعبا سياسيا عالميا.
وأضاف على أوروبا إعادة تشكيل البنية الأساسية والعميقة للمدارس، وإعادة تنظيم نظام الإنتاج لجعل أوروبا قطبا عالميا.
وحول مكافحة المخدرات، يرى ليفي، أنه بدلا من أن ترسخ الحكومات الأوروبية سياسات الحظر والعزل وتجميع الشباب من مرتكبي جرائم المخدرات والأسلحة في أحياء شعبية، عليها أن تبتكر نهجا وديناميكية جديدين لمكافحة هذه الجرائم والحد منها.