فوجئ رئيس ما يسمى بـاللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، بطلاب مدرسة الكويت الثانوية في صنعاء وهم يرشقونه بالحجارة ويرغمونه على مغادرة مدرستهم، التي زارها بالأمس مع وفد حوثي كبير، حيث دعا الطلاب إلى ترديد الصرخة الحوثية، فكان رد الطلاب هو ترديد هتاف بالروح والدم نفديك يا يمن.
وقبل أن يفيق الحوثي من هول المفاجأة والصدمة، فوجئ بسيل من الحجارة ينهمر عليه من كل حدب وصوب، ما دفعه إلى الفرار ومغادرة المدرسة، برفقة الضيوف الذين كانوا معه، وفي مقدمتهم مدير مكتب التربية بوزارة التعليم الدكتور عبدالله الحامدي.
الرئيس المقوت
قال شهود عيان إنه تم حشد الطلاب إلى ساحة المدرسة مع المعلمين، وصعد الضيوف إلى منصة العلم، حيث ألقى محمد علي الحوثي كلمة حث الطلاب فيها على الانخراط في صفوف الميليشيات، مشيرين إلى أن الطلاب لم يلقوا بالا للحوثي وهو يلقي كلمته، بل تضاحكوا عليه وسخروا منه، ثم أمطروه بالحجارة التي أصابته بعضها، ما جعله يلوذ بالفرار مذعورا حيث غادر المكان بسيارته.
وأضافوا أن بعض الطلاب رددوا هتافات تتهم الحوثي بتجارة القات، وامتلاك معظم المزارع الخاصة بزراعة هذه النبتة المخدرة، ونعتوه بـالرئيس المقوت، ما أثار حفيظة بعض مرافقيه، ودفعهم إلى محاولة إسكات الطلاب وتهديدهم، إلا أن تلك المحاولة لم تجد نفعا، حيث استمروا في هتافاتهم وقاطعوا خطابه أكثر من مرة. ولم يتوقفوا عن هتافاتهم إلا بعد أن أمطروه بالحجارة.
سخرية لاذعة
في سياق متصل، سخر الكاتب الصحفي محمود ياسين في منشور على صفحته بموقع فيسبوك من الحوثي، قائلا لا أحد يأخذ محمد علي الحوثي على محمل الجد، ومع أن كثيرا من الشعوب تعاملت مع رؤسائها الطغاة، وظلوا يكرهونهم وينكرون شرعيتهم، إلا أن اليمنيين لا يفعلون ذلك مع محمد علي الحوثي، لأنه ليس رئيسا بالمعنى المفهوم، بل هو فقط ابن عم عبدالملك لا أكثر، ولا أحد يدري أين يذهب في الصباح، ولا بمن اتصل، ولا ماذا قرر، ولا أحد يهتم بخيره أو شره، فالرجل غير موجود إلا في خريطة أمنية لمجموعة مسلحين يحرسون رجلا يرأسهم وحدهم، وتبدو عليه آثار النعمة المفاجئة.
وواصل ياسين قائلا إنه القريب المحظوظ الذي يرتدي نظارة سوداء، ويتصل بالمحافظ ليؤكد لمرافقيه أنه الرئيس، إنه نسخة من خرافة سحبته على عجل، من آلة قديمة لنسخ المفاتيح التي لم يعد لها أبواب، ليس دكتاتورا ولا زعيما ولا قائدا، ولا أي شيء. واختتم قائلا محمد علي لن يحاكمه التاريخ ولن ينقلب عليه أحد، والشعب اليمني لا يكاد يلحظ وجوده، فغاية تفكيره هو أن يرضى عنه عبدالملك.