لم يكد يمر أسبوع واحد على الهجمات الدامية التي شهدتها باريس، حتى انتقل الإرهاب ليضرب من جديد غرب القارة الإفريقية، وتحديدا أرض القطن مالي، إذ اقتحمت مجموعة إرهابية أمس، أحد فنادق العاصمة باماكو، واحتجزت نحو 170 نزيلا، وهددت بقتلهم إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها.
وانتهت أزمة الرهائن الذين احتجزتهم جماعة المرابطون، المرتبطة بتنظيم القاعدة بتحرير المحتجزين، ومصرع عدد من المختطفين.
بعد أسبوع من هجمات باريس الدامية، انتقل الإرهاب من قارة أوروبا إلى قارة أفريقيا، مخلفا مأساة جديدة، حيث اقتحمت مجموعة إرهابية، صباح أمس، أحد الفنادق بالعاصمة المالية باماكو، واحتجزت نحو 170 نزيلا، فيما انتهت عملية احتجاز الرهائن في المساء، كما أعلن مصدر في الجيش المالي، مشيرا إلى العثور على 22 جثة بفندق راديسون في باماكو.
ووفقا لحصيلة سابقة لوزارة الدفاع في مالي، فقد قتل 3 رهائن، فيما أعلنت جماعة
المرابطون المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم على الفندق.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة، بينما أعلنت وزارتا الدفاع الفرنسية والأميركية أن قوات خاصة من البلدين ساعدت القوات المالية على إنهاء عملية احتجاز الرهائن بالفندق.
وكان الإرهابيون الذين اقتحموا الفندق قد احتجزوا 170 رهينة، بينهم سبعة صينيين على الأقل، وعدد من العاملين بالخطوط الجوية التركية، ومضيفات طيران من شركة الخطوط الجوية الفرنسية، وأعضاء من البعثة الأممية في مالي، من جنسيات أفريقية، فيما أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أنه تم تحرير وفد رسمي جزائري كان مقيما بالفندق.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الأمن أمادو سانجو إن مجموعة المسلحين ما زالت متحصنة بالفندق رغم إطلاق سراح الرهائن.
الإرهابيون يتحدثون الإنجليزية
أشار المتحدث باسم الإدارة العامة لأمن الدولة في مالي، موديبو نامان تراوري، إلى أن ستة عناصر مدججين بالسلاح هم من نفّذ عملية اختطاف رهائن راديسون. فيما قال أحد الرهائن، إنه سمع المهاجمين في الغرفة المجاورة وهم يتحدثون الإنجليزية. وأضاف عقب تحريره سمعتهم يقولون بالإنجليزية: هل وضعت الطلقات؟ دعنا نذهب، مؤكدا أنه لم يتمكن من رؤيتهم. من جانبها أعلنت الرئاسة المالية، في بيان عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، أن الرئيس إبراهيم كيتا، قطع زيارته إلى تشاد، حيث يشارك في قمة بلدان الساحل الإفريقي، وعاد إلى بلاده.
مراقبة الحدود
أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على خطط لإنشاء سجل بأسماء ركاب الطائرات، وشن حملة على تهريب الأسلحة وتشديد الرقابة على الحدود. وفي كلمته خلال اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل قال الوزير إن باريس حصلت على دعم في النقاط الثلاث التي ترغب بشدة في التعامل معها، مضيفا اتخذنا قرارات قوية وعملية تظهر نتائجها قبل نهاية العام.
شقيق أباعود
قال المدعي العام في باريس، أمس، إن المرأة التي عثر على جثتها بين الحطام بعد مداهمة مبنى في ضاحية سان دوني قرب باريس، تعود إلى مغربية تدعى حسناء آيت بولحسن.
وأضاف أن جثتها واحدة من بين ثلاث عثر عليها في موقع المداهمة، حيث تحصن العقل المدبر للهجمات، عبدالحميد أباعود، قبل مقتله في النهاية.
من ناحية ثانية، قال مصدر أمني في المغرب، أمس، إن السلطات المغربية اعتقلت الشهر الماضي ياسين أباعود، الشقيق الأصغر لعبدالحميد.