ركزت قمة مجموعة دول العشرين أمس على عدد من الملفات أتى على رأسها الاستثمار، حيث ناقش المجتمعون ضرورة وضع خطة رئيسية للاستثمار، في خطوة تسعى من خلالها دول المجموعة إلى تخليص اقتصاداتها من بطء النمو الذي يصاحبها منذ سنوات.
ودعا مشاركون في قمة مجموعة العشرين التي بدأت أمس وتختتم أعمالها اليوم في مدينة أنطاليا بتركيا، إلى أن تشتمل خطة الاستثمار على البنية التحتية، وتراعي أربعة محاور رئيسة هي استراتيجيات الاستثمار الجديدة لمجموعة العشرين، خطة عمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، العمل على تحسين الوسائط المالية بما في ذلك البساطة والشفافية، وبذل مزيد من الجهود لتحقيق الاستفادة المثلى من رأس مال بنوك التنمية متعددة الأطراف.
تعهدات سياسية
بالتوازي مع جلسات القمة، تعهد قادة دول مجموعة العشرين باستخدام كل أدوات السياسة لمعالجة تباين النمو الاقتصادي، في قمة التحديات التي طغت عليها الملفات السياسية في أول يوم لها أمس، حيث سلط الزعماء الضوء على الحاجة إلى الضبط الدقيق لقرارات السياسة وتوصيل مضمونها بوضوح، وذلك وفقا للمسودة التي تصدر نسختها النهائية اليوم الإثنين.
وناقشت قمة العشرين أمس سبل تعزيز النمو العالمي، إلا أن مكافحة الإرهاب برزت بشكل جلي، على اعتبار أنها آفة تهدد العالم بأسره، حيث استعرضت القمة آليات مكافحته والتصدي لتمويله، في حين ألقت الهجمات التي أودت بحياة أكثر من 120 شخصا في باريس بظلالها على معظم المناقشات الاقتصادية، إلى جانب أزمة اللاجئين في ملفات القادة أمس، وسط رغبة بعض القادة في تقاسم العبء بين كل الدول وبوسائل من بينها إعادة توطين اللاجئين وسائر أشكال المساعدة الإنسانية مع إبراز أهمية التوصل إلى حل سياسي.
جلسة افتتاحية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته الافتتاحية في جلسة مجموعة الأعمال B20 ومجموعة العمل L20 المنبثقة عن مجموعة العشرين، إن الحوار الاجتماعي المتين بين مانحي العمل والعمال، شرط أساس لتطبيق السياسات الاقتصادية الناجحة، وخلق فرص العمل الفعالة، مضيفا: أن نجاح هذا الحوار في إطار قمة العشرين، يبعث السعادة. وأوضح أردوغان أن أهداف تركيا في قمة العشرين، تتمثل في النمو المستدام والمتزن، بالإضافة إلى الشمولية، مضيفا أن النمو لا يعني تضخم الأرقام فقط، مشيرا إلى وجوب استفادة كل طبقات المجتمع من زيادة الرفاهية الحاصلة. وأشار الرئيس التركي إلى أن الزعماء المشاركين، سيناقشون خلال جلسات القمة قضايا النمو وخلق فرص العمل، إضافة إلى العديد من القضايا الاقتصادية العالمية، مؤكدا أن المقترحات التي تقدمت بها مجموعة الأعمال ومجموعة العمل، ستسهم في إغناء الحوارات التي ستجري بين زعماء قادة قمة العشرين.
أعمال القمة
شملت أعمال اليوم الأول للقمة مناقشة النمو الشامل واستراتيجيات النمو وعملية التوظيف والاستثمار والتنمية والتغير المناخي، إلى جانب أزمة اللاجئين الآخذة في الاتساع.
وتمحورت القمة حول 3 نقاط أساسية هي الشمولية والاستثمارات والتطبيق، حيث ناقش مسؤولو دول المجموعة أمس السبل الكفيلة بتقوية الاقتصاد العالمي، وزيادة التعاون بين دول العشرين والدول النامية، إضافة إلى مناقشة سبل تعزيز الاستثمارات، والتنمية المستدامة، ومراقبة كيفية تطبيق القرارات المتخذة.
اليوم الثاني
تفتتح أعمال اليوم الثاني للقمة، بجلسة بعنوان زيادة المقاومة، حيث سيتم خلالها مناقشة التنظيم المالي والجدول الضريبي الدولي، بالإضافة إلى سبل مكافحة الفساد، وتقييم قضايا تتعلق بإصلاح صندوق النقد الدولي، فيما سيناقش المجتمعون خلال مأدبة الغداء قضايا تتعلق بالتجارة والطاقة، حيث سيتم عقب ذلك قبول خطة عمل قمة أنطاليا، في حين ستختتم فعاليات القمة بعرض يقدّمه الرئيس الصيني شي جين بينج الذي سيتسلم رئاسة الدورة القادمة للقمة، إلى جانب إعلان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان النتائج التي تم التوصل إليها خلال القمة.