نجم الموسم وحديث الساعة خلال الأيام الماضية هو الخروف.. بقوامه وصحته، وحيويته، ومنظره الخلاب فلا عورٌ بينٌ، ولا مرضٌ بين، ولا عرجٌ بين..
ولست بالساخر من شعيرة الذبح، استغفر الله، فهذه شعائر الله، والله يقول: ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.. لكن لا بد أن يُطل السيد الخروف برأسه في بداية المقال!
لعيد الأضحى -بالذات- فرحة خاصة لدى بعض الشعوب الإسلامية الفقيرة، وللخروف بالذات ذكرى جميلة لديهم!
يبدو أن الفرح بالعيد مرتبط بالبساطة والفقر، أكثر من الترف والغنى!
على كل حال؛ هم يفرحون بمقدم العيد لأسباب ربما يأتي في مقدمتها أن بيوتهم ستمتلئ باللحم.. وسيأكلون اللحم بلذة منقطعة النظير.. وقبل أن أنسى كالعادة؛ بعض المترفين هنا يطلقون على عيد الأضحى عيد اللحمة.. وهي تسمية توارثوها من الذين كان يعني لهم اللحم شيئا مهما في الزمن الماضي!
هكذا إذن، تتضاعف فرحة بعض الشعوب الإسلامية بالعيد مرتين، يتناولون اللحم بمتعة ولذة لا تمتلكها أنت.. يستمتعون بطعمه اللذيذ.. فإن لم يكن للحم طعمٌ في فمك؛ فذلك لأن بطن سعادتكم تحوّل إلى شبك غنم؛ لكثرة تناولك له..!
أحدهم كان يحدثنا قبل أيام قليلة عن معاناته من اضطرابات القولون وارتفاع الدهون الثلاثية، وحينما دعانا صاحب المنزل لتناول الطعام -مفاطيح- انطلق كعدّاء نحو السفرة، تذكرت هادي صوعان!
نحن بحاجة للتقليل من اللحوم الحمراء في موائدنا ومناسباتنا العامة -دينية وغيرها- يجب توعية المجتمع بخطورة اللحوم الحمراء على صحة الإنسان بشكل عام، والإنسان بعد سن الأربعين على وجه التحديد، كل ما نسمعه من تحذيرات تأتي من خلال اجتهادات فردية.. هذا موضوع مهم، ولا يجب تصنيفه ضمن الموضوعات الهامشية.. راجعوا سجلات مستشفى الملك فيصل التخصصي.. قد تُفاجؤون أن شعبنا يتصدر دول المنطقة بأورام القولون ومشاكل الجهاز الهضمي، إن أول خطوات العلاج هو تغيير بعض عاداتنا الاجتماعية قدر الاستطاعة!