بعد أن أحبطت سلطات أوروبية حملة تجسس إلكتروني للحرس الثوري الإيراني في أول عملية من نوعها منذ أن وقعت طهران الاتفاق النووي، قال باحثون ينتمون لعدة شركات لأمن الإنترنت، إن المتسللين استهدفوا جمع معلومات حساسة عن نحو 1600 هدف بارز على مستوى العالم، من بينها أهداف في المملكة.
وقال عضو لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز الحرقان لـ الوطن إن اكتشاف مجموعة من الإيرانيين المتخصصين في اختراق الأنظمة السعودية يدعو للقلق، وهذه المجموعة تسمى نفسها صاروخ القطة، وتستهدف دولا عدة كالولايات المتحدة وتركيا وفنزويلا، مشيرا إلى عدم نجاح هذه المجموعة في الحصول على معلومات.
وأضاف أن هذه المجموعة تعمل منذ 2011، وكانت تحت رقابة عدة جهات متخصصة في أمن المعلومات، أحدها اخترق خادم المعلومات الذي تستخدمه.
وأكد الحرقان أن المملكة لديها من الأنظمة الأمنية ما يكفل منع الوصول للمعلومات المهمة، ويقوم بذلك شباب سعوديون مؤهلون ومزودون بأنظمة معلومات حماية على أفضل مستوى عالمي.
دولة تمتهن التجسس
وأكد عضو في لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في مجلس الشورى الدكتور عوض الأسمري لـ الوطن أن قيام إيران بالتجسس الإلكتروني ليس مستغربا، فهي تمتهن التجسس منذ قيام نظامها الحالي، وقد تعرضت شخصياً لعملية اختراق إلكتروني لصفحة إلكترونية علمية تم إنشاؤها منذ 15 عاماً، وبعد التقصي ظهر أن مخترق الصفحة في سورية، ويرجح أن يكون من الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف أن إيران تعد من الدول الأقل سماحاً لمواطنيها باستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إلاّ أن الحرس الثوري وعناصره المغروسة في الدول العربية يستخدمونها بكثرة، داعيا إلى ضرورة الحذر عند نشر المعلومات عبر الإنترنت.
وأوضح الأسمري أن عملية التجسس تلك تؤكد أن الإعلام الإيراني يعتمد على الكذب والتزوير والتضليل والاحتيال، والحرب الإلكترونية، مشيرا إلى أنه في حال ثبوت عملية التجسس تلك على مسؤولين من مختلف العالم ومن ضمنهم السعوديين يجب أخذ الحيطة العملية وليست البرمجية وعدم استخدام الهواتف النقالة الذكية في التعاملات.
حسن النية
وأشار الأسمري إلى أن على المسؤولين أن يكون لديهم ما يسمى بـ التعمية أو التشفير قبل إرسال أي معلومة، وهذه الطريقة مستخدمة وتتميز بدرجة أمان عالية من الناحية التقنية، وما يحدث الآن أن معظم المعلومات المسربة التي يحصل الأعداء عليها قد تتم عن طريق حسن نية منا
وأكد، أن الدولة تكتشف ما يصل إلى 95% من العمليات الإرهابية بشكل استباقي، وهو ما يشير إلى قوة أمنية، ومتابعة مستمرة في كافة الاتجاهات سهلتها التقنية المتطورة، وتعتبر عملية التجسس التي أحبطتها سلطات أوروبية أول عملية بعد الاتفاق النووي الإيراني مشيرا إلى أنه رغم كل ما قدمته الدول الغربية لإيران فإنها لم ولن تفي بوعودها.