ما أشبه اليوم بالبارحة..
الهلال يخسر نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي، في خطوة مماثلة تقريباً لما فعل نظيره الاتحاد الذي تعثر في نهائي ذات البطولة في نسختها السابقة أمام بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.
أحبطت الخسارة الاتحاديين يومها، وبالكاد نجحوا في لم شتاتهم والخروج من موسمهم الماضي ببطولة.
واليوم يبدو الهلاليون محبطون أيضاً، لكن امتحانهم الصعب أمام جارهم النصر المتحفز قد يكون فاصلاً ما بين تحويل الإحباط إلى عزيمة، أو الاستسلام للأحزان والتمادي فيها حد إهدار فرصة اللحاق بالمتصدر أو الضغط على فرق قمة الترتيب.
ليست الحكمة أن يتعلم المرء من أخطائه فقط، فالتعلم من أخطاء الآخرين أقل كلفة، وعلى الهلال أن يثبت فعلاً أنه قادر على استخلاص العبر من تجارب الآخرين، وأن يتخطى عنق الزجاجة مبكراً، بعدما تابع نده الاتحاد محشوراً فيها لزمن طويل في الموسم الفائت.
وأمام اختبار الهلال، ثمة امتحان مواز لتأكيد مقدرة النصر على الثبات وممارسة الصعود بخط متجه دوماً للأعلى، وتخطي حالة المراوحة ما بين انتصار في يوم وخسارة في آخر.
في آخر مبارياته جمع النصر حسنتي الفوز بالنتيجة والتطور في الأداء، لكن ميزانه الصاعد الهابط سيكون على المحك اليوم، فلو حقق فوزاً تبدو الظروف مواتية له، لأمكن الحكم أنه يمضي قدماً نحو القمة، أما إن تعثر بخسارة فسيكون علينا أن ننتظر فسحة زمن أخرى لنتيقن أنه امتلك ثقافة الانتصارات المتتالية، وأن توالي حصاده للنقاط بات القاعدة، وفقدان أي منها هو الاستثناء.
وبالنظر إلى هذه المعطيات المتباينة، فإن ديربي اليوم سيكون مغايراً لسابقيه، لأنه يضع معدن الفريقين تحت المجهر، وسيكون حداً فاصلاً لتحديد أي منهما يمتلك الشخصية المؤثرة والقدرة على تخطي المطبات نفسية كانت أو فنية، وهنا في اعتقادي تكمن أهمية المواجهة التي لا تنحصر فقط في نقاطها الثلاث، بل في كونها مؤشراً لحال تركيبة الناديين، واحترافية العمل في كل منهما.
بقي أن أشير إلى أنني أتمنى، وأعتقد أنكم توافقونني، أن يوفق الإسباني أنطونيو روبينوس بيريز وطاقمه المساعد في إدارة المباراة بنزاهة وعدالة، وبصافرة غير مؤثرة سلباً في المجريات، بعدما حملت لنا الطواقم الأجنبية التي أدارت مباريات مسابقاتنا في الآونة الأخيرة كثيراً من الكوارث، وحزماً من الأخطاء التي لا تقبل التبرير لا بـزاوية الرؤيا ولا بـتقدير الحكم، حيث جاءت مؤثرة مستفزة مريعة.