لا حلم دون حزم، ولا حزم دون حكمة..
• قبل أسابيع قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز • يحفظه الله- بإجراء اتصال هاتفي بعائلة بن لادن، يعزيها ويواسيها بعد وفاة أحد أبنائها الذي قضى مع بعض أفراد أسرته في حادثة طائرة في أحد المطارات البريطانية.. وهو الأمر الذي دفع العائلة الشهيرة للتعبير عن امتنانها البالغ للمشاعر الأبوية التي وجدوها من قائد البلاد، رغم وجوده في إجازة خاصة.
• لم يكد يمضي شهر، حتى أصدر الملك -يحفظه الله- عددا من العقوبات بحق الشركة الأشهر في الشرق الأوسط شركة بن لادن، فيما يعرف بقضية سقوط رافعة الحرم، تتضمن إيقاف تصنيف مجموعة بن لادن السعودية، ومنعها من دخول أي مشاريع جديدة ومنع سفر جميع أعضاء المجموعة، بما فيهم رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس وكبار مسؤوليها، إلى أن ينتهي التحقيق.
• هكذا.. درس عملي.. حلم وحزم وحكمة.. علاقتنا الشخصية لا علاقة لها بالعمل.. تقديري واحترامي ومحبتي لكم، لا تعني أن أتجاهل الأخطاء حال وقوعها.
• سأقف أمام ثلاث نقاط.. الأولى: لو أن جميع مسؤولي الدولة عملوا وفق هذا النهج الإداري الحازم لما تكررت بعض الأخطاء.. لا بد أن يدرك الجميع، لا تناقض أبدا بين المسؤولية والعلاقة الإنسانية، ومن الممكن جدا أن يسيرا في خطين متوازيين.. معاقبتك لابنك لا تعني أنك لا تحبه.
• الثانية: قد يخرج من يعتبر هذه القرارات مجرد إسفنجة لامتصاص الغضب، وسيتم القفز عليها حال نسيان الناس الحادثة.. لكن صاحب القرار عاقلٌ فطن يدرك أنه كان في فسحة من أمره، ولم يكن بحاجة للتوقيع على هذه القرارات الحازمة لو لم يكن عازما بالفعل على تنفيذها، والضرب على يد المقصّر والمهمل مهما كان ثقله الاجتماعي أو الاقتصادي بعد ظهور نتائج التحقيق.. لا أحد فوق القانون.. هذا هو شعار المرحلة فيما يبدو لنا..
النقطة الأخيرة: أن هذه القرارات الحازمة لم تحرج الشامتين فحسب، بل حتى المزايدين على حب بلادنا، الذين ذهبوا يبررون الخطأ، وضعتهم في موقف لا يُحسدون عليه.
• حفظ الله بلادنا وقيادتنا من كل شر.